يستحق الدوري الإيطالي بجدارة لقب «دوري المستشفيات» بسبب الإصابات الكثيرة التي تطارد لاعبيه هذا الموسم.. فقد تعرض لاعبو الفرق العشرين المشاركة في الدوري الإيطالي إلى 646 إصابة وغابوا عما يصل مجموعه إلى 2168 مباراة. وهي أرقام مرتفعة للغاية. وتوضح الأرقام أن معدل الإصابات قد ازداد بنسبة 26 في المائة هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي. ويعتبر فريق الميلان هو أكثر الفرق معاناة من تأثير الإصابات، حيث يعاني المدرب أليغري من حالة طوارئ كبيرة بسبب الإصابات منذ عدة أشهر، وكانت آخرها إصابة نجم الهجوم باتو الذي سافر إلى الولايات المتحدة للخضوع للكشف الطبي لتحديد ماهية الإصابة وأسباب تكرارها.
طريق الآلام: وتعتبر أندية الميلان ولاتسيو والإنتر هي صاحبة أكبر عدد من الإصابات هذا الموسم. وبنظرة متأنية يتضح أن الفرق الثلاثة شاركت لفترة طويلة في أكثر من بطولة محليا وأوروبيا (الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس إيطاليا)، وهو ما يدعم النظرية القائلة إن كثرة المباريات تزيد من عدد الإصابات. وإذا نظرنا أيضا إلى ما تؤكده دراسات الاتحاد الدولي لكرة القدم من أن تقدم أعمار اللاعبين يجعلهم أكثر عرضة للإصابة، نجد أن الميلان هو أكبر أندية أوروبا سنا يليه فريق لاتسيو، بينما يأتي الإنتر في المركز العاشر. لكن مشكلة الإصابات لا تؤرق فقط هذه الفرق الثلاثة بل جميع فرق الدوري الإيطالي التي ازدادت نسبة الإصابات بين صفوفها بنسبة 14 في المائة مقارنة بالموسم قبل الماضي، وبنسبة 26 في المائة مقارنة بالموسم الماضي.
عضلات هشة: وقد أجرى معهد الطب الرياضي التابع لجامعة فيدريكو الثاني بنابولي بحثا حول الإصابات في الدوري الإيطالي خلال الموسم الحالي وظهر من نتائج البحث أن 52 في المائة من الإصابات في الدوري الإيطالي إصابات عضلية ينتج 39 في المائة منها فقط عن كدمات أو التحامات. وصرح الطبيب بييرو فولبي المشرف على البحث قائلا: «تلعب الفرق الكثير من المباريات وغالبا بنفس اللاعبين وتكون المباريات متقاربة للغاية. إن الفرق التي تمتلك الكثير من اللاعبين تتعرض لخطر الإصابات بصورة لا يحسن أحد تقييمها.. فاللاعبون في كل تدريب يحاولون عدم خسارة موقعهم بالفريق ويعرضهم هذا للمزيد من الأخطار». وكشف الطبيب فولبي عن الحلول الممكنة لحل مشكلة الإصابات قائلا: «يجب إعادة النظر في مواعيد المباريات مع وضع حد أقصى لمباريات الأندية والمنتخبات، ويجب مد فترة التوقف الشتوية ومنح اللاعبين الفرصة المناسبة للشفاء من الإصابات بشكل كامل من دون أن تؤثر المنافسة على هذا الأمر».