الميلان خرج بأفضل نتيجة أمام برشلونة

باولو كوندو

TT

لقد نجا فريق الميلان من مباراة برشلونة الخطيرة في استاد سان سيرو في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. والمعروف أن التعادل السلبي (الذي انتهى به اللقاء) يعتبر أفضل نتيجة ممكنة بعد الفوز. ويمنح هذا التعادل السلبي فرصة جيدة للميلان أمام برشلونة في لقاء العودة في استاد كامب نو. ولا شك أن ميسي ورفاقه سيهاجمون بكل قوتهم في لقاء العودة لكن لاعبي الميلان يتذكرون نتيجة مباراة الفريقين في دور المجموعات (2 - 2) التي ستكون في صالح الفريق الإيطالي في حال تكرارها. ورغم اختلاف الوضع والمواقف تبقى قدرة الميلان على التعادل الإيجابي في برشلونة دافعا قويا للاعبين. ولم يكن غوارديولا مدرب برشلونة يرغب في مواجهة الميلان في دور الثمانية لأنه لم ينسَ هذه النتيجة غير الطيبة لفريقه وهو يدرك أن الميلان يستطيع مباغتته بهدف قاتل في لقاء العودة إذا لم يحسم المباراة بعدد كافٍ من الأهداف قبل اقترابها من النهاية مثلما حدث في دور المجموعات. ولهذا السبب طلب غوارديولا من لاعبيه أن يحسموا أمر التأهل في مباراة سان سيرو لكنهم لم يستجيبوا لندائه. ولم يكن أحد يتوقع أن يعجز برشلونة بنجومه الكثيرين عن إحراز ولو هدف واحد في مرمى الميلان. لكن ما حدث هو أن أرضية استاد سان سيرو التي يخجل منها الجميع لسوء حالتها قد نجحت في الحد من خفة ورشاقة لاعبي برشلونة وقللت من سرعتهم بدرجة سمحت لدفاع الميلان بالحفاظ على شباكهم. وكان دفاع الميلان بارعا في صنع حائط صد قوي في آخر 16 مترا من الملعب ونجحوا في شل خطورة مهاجمي البرسا في الكرات القليلة التي أفلتوا فيها من هذا الحائط المنيع. وقد أثبت أمبروزيني حقا أنه لاعب متميز يجيد تحمل المسؤولية في المباريات الصعبة.

لقد قيل إن أفضل طريقة للتعامل مع لاعبي برشلونة هو الضغط المتقدم عليهم في بداية هجماتهم عندما يبدأون في تناقل الكرة في المنطقة القريبة من مرماهم. وبهذه الطريقة سنحت للميلان فرصة غالية للتهديف في بداية المباراة، فضلا عن الهدف الذي أضاعه إبراهيموفيتش في منتصف الشوط الأول. وإذا كان الميلان قد خرج بشكل عام راضيا عن التعادل السلبي أمام أبطال العالم، تبقى حقيقة أن الفريق فشل في استغلال الفرص الأولى التي سنحت للتهديف، والمعروف أن الفريق البادئ بالتسجيل يتحكم بعد ذلك في إيقاع المباراة ويمكنه التسجيل مرة ثانية.

وسنعرف مع مباراة العودة إن كان الميلان سيندم على الفرص التي أهدرها في سان سيرو أم لا. والمشكلة هي أن ميسي الذي ظهر بعيدا عن مستواه في سان سيرو سيتحول على ملعبه إلى ساحر، بينما ما زال على إبراهيموفيتش أن يثبت قدرته على قيادة فريقه خارج ملعبه وأنه يستطيع أن يتجاوز به العقبات الكبرى بعيدا عن ميلانو. إننا جميعا نؤمن أن النجم السويدي يمتلك نفس قدرات كريستيانو رونالدو وروني وروبين وريبيري وبنزيمة ونشعر جميعا بخيبة الأمل ونحن نرى هؤلاء النجوم يحسمون المباريات الدولية المهمة والصعبة لفرقهم، بينما يكتفي بطلنا إبراهيموفيتش بحسم مباريات كييفو وسيينا وكالياري.