انتقادات برلسكوني لأداء الميلان في غير محلها

لويجي غارلاندو

TT

كشفت ليتشيا رونزوللي، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب شعب الحرية الذي يتزعمه برلسكوني، أن صديقها برلسكوني كان يشعر في سان سيرو «بغضب شديد لأن لاعبي الميلان لا يطبقون الرقابة الفردية. وكان يردد طوال الوقت بشأن لاعبي برشلونة: إنهم خالون من الرقابة!». وتعيد مثل هذه التصريحات إلى الأذهان الانتقادات التي وجهها برلسكوني إلى دينو زوف مدرب منتخب إيطاليا بعد المباراة النهائية لبطولة الأمم الأوروبية 2000 التي خسرتها إيطاليا بالهدف الذهبي لتريزيغيه، فقد انتقد برلسكوني حينها دينو زوف بشدة قائلا: «لقد تصرف زوف كأنه مدرب هاو. فلا يمكن أن نترك مفتاح لعب المنافس، وهو زيدان، حرا طوال الوقت». وقد استقال زوف من تدريب الآزوري عقب تلك المباراة. فهل كان برلسكوني يتوقع أن يخصص أليغري لاعبا لرقابة ميسي طوال الوقت؟ لا يبدو هذا ممكنا نظرا لأن مساحة تحرك النجم الأرجنتيني كبيرة وكان من شأن ذلك أن يدمر الجانب الخططي للميلان بشكل تام. وعلى أي حال لا يدخل هذا المبدأ ضمن الثقافة الكروية لأليغري والميلان. وكان برلسكوني يتذمر وهو يتحدث بصيغة الجمع عن فريق برشلونة بأكمله: «إنهم خالون من الرقابة». لكن غالياني أوضح ما كان ينتظره برلسكوني من لاعبي الميلان: «المزيد من الضغط المتقدم ومن امتلاك الكرة. لقد كان برلسكوني معتادا على امتلاك الفريق الجيد للكرة تحت قيادة ساكي». ولا يمكن أن يكون لغضب برلسكوني أي معنى أو تفسير منطقي إلا بهذه الصورة، عند ربطه بالذكريات الطيبة، وهو ما يحدث معنا جميعا عندما نفكر في قوة وأداء فريق الميلان قبل 20 عاما. ويمكن تقبل انتقادات برلسكوني من هذه الزاوية، لكن الانتقادات في الحقيقة غير مبررة من الناحية الخططية.

لقد خاض أليغري مباراة برشلونة بلاعبين عائدين من الإصابة (روبينهو وبواتينغ) ولاعبين يعانون من انخفاض في المستوى البدني (سيدورف). ومن المستحيل أن يطلب أي مدرب من فريقه أن يقوم بضغط متقدم وامتلاك الكرة بشكل دائم أمام فريق أصغر سنا ويلعب برأس حربة متحرك واحد (سانشيز) وعدد كبير من لاعبي خط الوسط الذين يجيدون تبادل الكرة منذ طفولتهم. وإذا كان برلسكوني يرغب في تحسين نسبة امتلاك فريقه للكرة وعدم ترك 65% من نسبة الاستحواذ لمنافس مثل برشلونة فإن عليه أن يقوم بشراء فابريغاس مقابل 34 مليون يورو بالإضافة إلى المكافآت. وإذا كانت سياسة النادي على العكس لا تسمح إلا بوجود نوتشيرينو وفان بوميل فإن من الضروري أن يتم تعديل الأحلام لتوائم الواقع والميزانية. لقد أطلق برلسكوني رسالة ثورية قوية في عالم كرة القدم عندما خطف دونادوني من نادي اليوفي ودمر بهذه الصفقة التحالف التاريخي الطويل بين ناديي اليوفي وأتلانتا، وتمثلت هذه الرسالة في أنه يقوم بشراء كل ما يرغب فيه. وبعد ذلك جاءت الكتيبة الهولندية في الميلان وتولى ساكي تدريب الفريق. ولا يمكن أن ينتظر برلسكوني من فريقه الحالي أن يؤدي مثلما كان يؤدي هؤلاء مع الميلان في عصره الذهبي لأن ذلك مستحيل. وإذا كان الميلان قد نجح خلال الفترة الأخيرة في الفوز ببعض البطولات فإن الفضل في ذلك يعود أولا لغالياني الذي يقود النادي بسياسة متوازنة ولأليغري الذي يلعب برؤية واضحة.