النوم على وسادة الفوز!!

أحمد صادق دياب

TT

في هذه الأيام لا يتوقف الحديث في الشارع الرياضي عن هوية بطل الدوري؛ فالكثيرون يعتقدون أن حظوظ الشباب هي الأكثر، بينما يعتقد آخرون أن الأهلي قادر ويملك الأوراق بين يديه ويحتاج إلى بعض الجرأة ليضع يده على البطولة. بينما يلمح آخرون إلى إمكانية تسلل الهلال في اللحظات الأخيرة إلى مرمى البطولة ليخطفها، للمرة الثالثة على التوالي. بعيدا عن الأماني والأحلام يبدو أن بطولة الموسم ستكون مستحقة وساخنة جدا للفريق الذي يحققها، وأعتقد، جازما، أن مباراة جدة ربما تكون هي آخر موعد لإعلان البطل.

ربما يكون الأهلي قد قدم مستوى استثنائيا هذا العام، ورأينا الأهلي كما لم نره منذ سنوات كثيرة، وهذا في حد ذاته أمر رائع وجميل للكرة السعودية بشكل عام، المشكلة التي لم يعطها الأهلاويون الكثير من الاهتمام، ووقعوا فيها في المرحلة الحرجة من عمر الدوري، هي أنهم لا يملكون البديل الجاهز لخط المقدمة، الذي يمكن أن يعوض غياب فيكتور سيموس أو عماد الحوسني، وهو المأزق الصعب الذي وقع فيه الأهلي حاليا بغياب الحوسني.

في كثير من الأحيان لا تتحقق البطولات من خلال النجوم، بقدر ما تتحقق من خلال الخط الاحتياطي القوي القادر على ملء فراغ النجوم؛ فأنت لا تستطيع أن تلعب على الجبهات كلها دون أن يكون لديك قدرة على التشكيل في خارطة اللاعبين. ميزة الهلال في السنتين الماضيتين اللتين حقق فيهما البطولة أنه بالإضافة إلى غير السعوديين المميزين، كان يملك احتياطيا قويا لا يقل عن الأساسي، وأعتقد أن ما أثر على مسيرته افتقاده هذا العامل المميز في هذا العام.

فوز الاتحاد على الأهلي ليس أكثر من جرعة معنوية على الاتحاديين استثمارها، وليس النوم على وسادتها. النصر.. فوز قوي على التعاون، افرحوا بلا إفراط.. فالنصر يحتاج إلى عمل أكبر.

ابتعاد الشباب عن الآسيوية هذا الموسم جعله يركز كثيرا على الدوري، وهو ما افتقده في السنوات الماضية، ويبدو أن هذا ما كان يحتاجه مدربه الحماسي بردوم لصناعة فريق جميل.

الهلاليون الذين يراهنون بقوة على أن مقياس نجاحهم هو حصولهم على البطولة الآسيوية هذا العام يرسمون الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل الفريق؛ فالبطولة الآسيوية موجودة في كل عام وليس هذا العام فقط؛ فالمهم أن تكون هدفا مستمرا إلى أن تتحقق، وليس بالضرورة هذا العام. أحيانا يطلق أحدهم شائعة ويصدقها آخرون وتنطلق وتنتشر إلى أن يثبت الوقت كذبها، وهذا طبيعي في المجتمعات كلها، لكن أن يتبنى البعض فكرة ويصر عليها حتى بعد أن يرى دلائل خطئها، فهذا التصرف لا أجد له تعريفا واضحا في التركيبة اللغوية.