كونتي يلدغ.. مؤشر قوي في الصراع على الدرع

ألبرتو تشيروتي

TT

تباطأ الميلان، وحلّق اليوفي. ثلاثة أهداف في مرمى نابولي كان قد سجلها أيضا في لقاء الذهاب، لكن حينها دخل مرماه مثلها وواجه خطر الخسارة. هذه المرة، على العكس، قام بوفون بدور المتفرج على انتصار مستحق عن جدارة، من دون آلام، الذي يقلص فارق الصدارة مع الميلان إلى النصف ويترك علامة قوية في الصراع على درع الدوري. تقلص فارق الأربع نقاط إلى اثنتين، ما يثير الانطباع أكثر من الخطوة المزدوجة هو الطريقة التي التهم بها يوفنتوس خصمه نابولي، وضمن لنفسه مسبقا دور الأوفر حظا في نهائي كأس إيطاليا المقبلة بينهما.

مثلما حدث الأحد الماضي أمام الإنتر، خرج فريق كونتي بعد فترة، وبعدما أنهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، مع الاختلاف أن هذه المرة لن تتم إقالة ماتزاري مثلما حدث مع رانييري، وإن لم يكن نابولي خطيرا أبدا، بعكس ميليتو وزملائه. إنه دليل قوة على المستويات البدنية والذهنية والفنية، لأن التعطش غير كاف لشرح تصاعد أداء اليوفي، الذي سهّله التشتيت الأول الذي قام به بونوتشي في تسديدة فوسينيتش، وزاد من قيمته هدف فيدال الرائع وأنهاه اللمسة النهائية لكوالياريللا، الاحتياطي المتميز لمقعد بدلاء أقل ثراء منه لدى الميلان، لكنه ليس فقيرا بالمرة، لو فكرنا في أهداف كاسيريس وديل بييرو أمام الإنتر.

إنها أخبار سيئة بالنسبة للميلان الذي يواجه برشلونة غدا بعبء نفسي زائد، لكنه خبر سيئ أيضا بالنسبة لنابولي الذي يعاني حالة تدهور واضحة ومقلقة. في نهاية الأسبوع التي يتساوى فيها نفس الرقم القياسي في عدد الأهداف بالمرحلة الافتتاحية للبطولة، وهو 35 هدفا، يعد فوز يوفنتوس تعويضا للإنتر، الذي كان يبدو وقد ابتعد عن أوروبا. كما أن المركز الثالث، الممكن أكثر بعد خسارة لاتسيو في بارما والانتصار الأول لستراماتشوني على جنوا، بات أقرب الآن لأن النقاط التي تفصل عن منطقة الشامبيونزليغ هي 7 وليست 10. 7 نقاط أقل من لاتسيو وقبل ثماني مباريات من النهاية، تعد كثيرة دائما لاستعادتها، لأن أمامه هناك أيضا نابولي، أودينيزي، روما، لكن الحسابات لم ترق أبدا لموراتي، والذي رأى ما هو جميل من جديد في سان سيرو.

أول من أمس، كان أسرع تقدم 3/ 0 هذا العام، والمخاوف حينما كانت النتيجة 3/ 2، ثم التقدم 4/ 2 مع أول هدف لزاراتي في بطولة الدوري، والسقوط مجددا والنتيجة 4/ 3، وفي النهاية، قبل ركلة جزاء غيلاردينو عديمة الأهمية، ذلك الذي سجله ميليتو والمتمكن من التسجيل في أول مباراة لثلاثة مدربين للإنتر: في باليرمو مع غاسبريني، وفي بولونيا مع رانييري، وحينها أيضا من ركلة جزاء، وأول من أمس, مع ستراماتشوني.

المشكلة، مثلما رأينا على مدار العام بأكمله، هي أن ميليتو العظيم لم يكفِ حتى لمحو حدود فريق مكشوف، مثلما يظهر 42 هدفا دخل مرماه (أكثر من ضعف الأهداف التي هزت شباك يوفنتوس؛ 17)، بعضها بسبب الأخطاء الفردية والبعض الآخر بسبب انهيار التوازنات الخططية لفريق الإنتر الذي تولى تدريبه خمسة مدربين في أقل من موسمين. لكن 5 أهداف في مرمى جنوا، الذي في الحقيقة تلقى أهدافا أكثر من كل الفرق، وجوكر الظهور الأول لغوارين وتعثر بعض الموجودين في الهجوم، تساعد على الأمل في سباق جنوني، على حساب المعاناة، مثلما حدث، أول من أمس، حتى الثانية الأخيرة في بطولة الدوري.