لم يكن الحكم سببا في إقصاء الميلان

لويجي جارلاندو

TT

من شبحي الهدفين في الدوري الإيطالي إلى طيف ركلة الجزاء في إياب ربع نهائي دوري الأبطال بين الميلان والبارسا عندما كانت النتيجة 2 - 1، والتي أسقطت الميلان في أفضل لحظاته وحفزت الفريق الكتالوني الذي تزعزعت ثقته بنفسه بعد التعادل الذي أدركه نوتشيرينو لصالح خصمه الإيطالي. ومات ذلك الحلم الإيطالي في ملعب كامب نو مع بعض الندم المشروع للإقصاء من ربع النهائي، حيث ستلعب فرق أخرى في نصف النهائي. ونأمل في أن الانتقام من الإسبان قد يتحقق في مدينة غدانسك في بولندا، حيث ستنطلق مباريات أمم أوروبا 2012 ربما في وجود كاسانو وروسي.

وإذا كنت ستتشبث بقميص خصمك في منطقة الجزاء مثلما فعل نيستا مع خصمه الإسباني بوسكيتس، فلتضع في اعتبارك أنه من الممكن أن تضيع ركلة الجزاء، وحتى إن كان الحكام ينكرون وجود المنطق السليم فهناك عدم صحة فسيولوجية في معارك منطقة الجزاء، والتي قد تؤدي إلى 10 ركلات جزاء في المباراة الواحدة إذا طُبقت بدنيا مثلما فعل الحكم كويبيرس في اللحظة الأكثر اتزانا بين الميلان والبارسا. والانطباع بأن وراء هذه الصافرة ذكرى ألاعيب الميلان السابقة التي حدثت كثيرا. ونظرا لأننا نعرف إسقاط الميلان اللوم على الآخرين، لنخلي الملعب من الملابسات، حيث لم يتم إقصاء الميلان من دوري الأبطال بسبب الحكم لأن الفريق الإيطالي قدم أفضل المباريات من قبل في نصف النهائي على عكس أدائه الحالي. وفي مباراتي الذهاب والإياب في ربع النهائي هذا الموسم قدم برشلونة المزيد، سواء على مستوى الفريق ككل أو على المستوى الفردي.

وإذا كان هدف نوتشيرينو يظل هدف المباراة الوحيد في مرمى الفريق الكتالوني مقارنة بالتسعة أهداف للمنافسين، وإذا كان ميسي قد نجح في تسجيل هدفين من ركلتي جزاء وابتدأ الكرة التي سجل منها زميله إنييستا الهدف الثالث لصالح البارسا، واقترب آخرون من تسجيل هدف، بينما توقف إبراهيموفيتش عند صنع التمريرة الحاسمة التي سجل منها نوتشيرينو من دون التسديد نحو المرمى مباشرة، فهذا يعني شيئا ما. وإن ميسي، أفضل هدافي دوري الأبطال هذا الموسم (بتسجيل 14 هدفا)، ارتفعت حصيلة أهدافه بشكل ضخم لتبلغ 68 هدفا موسميا في 56 مباراة. وكان إبراهيموفيتش قبل المباراة يقود ترتيبين في دوري الأبطال هذا الموسم على مستوى الأخطاء التي ارتكبها (وهي 24 خطأ) والتسلل (18 تسللا)، وهو ما لا يدعو للفخر بالتأكيد.

وعلى الرغم من قسوة حقيقة الأرقام، في ملعب كامب نو أيضا مثلما هي في ملعب سان سيرو، فقد أعطى الميلان انطباعا بأنه ما زال حيا ويمكنه الاقتراب من البارسا من خلال أفضل استخدام لأسلحته الثمينة في تقاليد كرة القدم الإيطالية. ويعد ما حدث درسا ينبغي التعلم منه والاستفادة منه في كرة القدم الإيطالية كلها. كما يعد نوتشيرينو صاحب أفضل أداء بين لاعبي الميلان لأنه كان لاعب وسط على الطريقة الإيطالية في الهجمات المرتدة وإخافة الخصم. ولم يمتلك أحد في الملعب فن الدفاع الذي تميز به نيستا في دفاع الميلان.

وطوبى لمن يضم بين صفوفه تشافي وإنييستا ولديه القدرة على إنفاق 40 مليون يورو من أجل سانشيز ثم يتركه على مقعد البدلاء لكي يلعب كوينكا في العشرين من عمره، وهو واحد من مواهب الفريق الكتالوني اللامعة. ولعزف الموسيقى ذاتها من دون امتلاك أدوات مماثلة أنهى المدرب أليغري المباراة بشكل سيئ، ولكنه أبلى جيدا في لقاءي دوري الأبطال بالغناء على الطريقة الإيطالية. إن الميلان في آخر 20 عاما كان النادي الأكثر محاولة في التحرر من التقاليد الإيطالية المحلية في اللعب الدفاعي. وفي هذه الحالة على العكس تذكر الميلان حقيقة ثمينة تتمثل في أنه من الأفضل لعب كرة القدم الخاصة بنا بشكل جيد على أن نسيء تقليد تلك الخاصة بالآخرين.