يا جماهير الأهلي والشباب احذروا الملغومين؟!

مساعد العصيمي

TT

ما بال بعضنا يرى في كل اختلاف الحرب.. يعلو صوته.. تكثر شكواه.. يتناثر تأليبه.. وكأن الاختلاف ساحة معركة.

ها هم الملغومون المؤلبون يتناثرون الآن على ساحة الأهلي والشباب.. والضحية الجماهير والرأي العام.. كيف يريدون المباراة المقبلة.. وكيف يتصورونها.. بل الأهم ماذا فعلوا بالجماهير التي صوروها لها حربا وكرها أكثر من كونها منافسة بين شقيقين؟!

لقد ساءني كغيري ما يحدث من تراشق قبل موقعة السبت.. حتى بت أخشى أن تنفجر الجماهير من جرائها.. احتقان حاضر بلغ مداه آفاقا مقلقة حتى بلغ الجهازين الفنيين، واقرأوا ما ردداه خلال الأسابيع الماضية.. بل تجاوز وبلغ كل المسؤولين إدارة وعلاقات.. حتى شهدت القنوات حفلات تشاتم وتنابز بالألقاب كان الرأي العام في غنى عنها؟!

نقول: اتقوا الله في اللاعبين والجماهير.. فهل تريدونها كارثة لتشبعوا لطما عليها.. أم تريدونها تفريغا لمحتويات نتنة أعيت العلاقة بين المتنافسين في الكرة السعودية.. ماذا تريدون؟!

هكذا نفهم حالة التوتر التي أصيب بها البعض خلال هذه الأيام من فرط خشية أن يخسر فريقه منجزا بات قريبا جدا منه.. لكن لن نستطيع أن نفهم كيف يسمح البعض بأن تداس الأخلاق وتنبذ العلاقات وتحضر الاختلاقات بسبب ذلك التوتر، بل إن هناك من خارج المنتمين للناديين من أراد سوءا من خلال غمزه في المنافسة ومحاولة تأجيج كل ما يحيط بها.. وأقول إنها حالة جنون لا لبس فيها.. من فرط أن بعضنا يريد جنازة لكي يلطم فيها.. ومعهم وبينهم لا يسعنا إلا أن نقول..لا.. لأن الأمر تجاوز الأخلاق ومنطق العيب.. لنؤكد أنها حالة جنون حقيقية حينما يذهب التأليب إلى أن يبلغ الجماهير.. وكأن من أراده بحث عن شيء لا نتمناه.. ولا نريده.. لن نمنحهم الحبور وهم يتبارون، صحافة وقنوات، على بث التأليب المقيت لنكرر.. لا.. ألف مرة ومن لا يعجبه مناداتنا هذه فليحرث في البحر.. أو حتى يشرب منه قليلا؟!

ما يجب علينا أن نفعله أن ندفع بالهدوء ليكون عنوانا للمواجهة.. بعيدا عن أولئك الملغومين الذين فسروا المنافسة الحقيقية بين الفريقين على أنها عداء، وألبسوها كل ما يبعدها عن واقعها الحقيقي.. بل إنهم وعبر أطروحاتهم بعيدون كل البعد عن أبسط مقومات التفكير العقلاني.

مفيد القول، إن مواجهة الأهلي بالشباب.. ليست أي مواجهة، وجدير باتحاد الكرة أن يعمل كل ما في وسعه أن يخرجها بأفضل طمأنينة وحال.. والأهم أن يعيد بعض قادة الإعلام الحسابات لإيقاف من يدعون إلى النعرات والتفرقة والتعصب والكره على أقله خلال الأيام القليلة المتبقية قبل المباراة.. وليرفعوا دعوات التحاب والتلاقي.. والأهم أيضا أن يخرج مسؤولو الناديين لترطيب الأجواء وبث كثير من الحب.. لعل وعسى نعيد بعض هدوء لجماهيرنا التي أعييناها بنزقنا؟!

[email protected]