هذا الأهلي.. يا رئيس النصر

مسلي آل معمر

TT

أغراني رئيس النصر بالعودة إلى الكتابة عن أوضاع ناديه وأنا أستمع إلى مداخلة تلفزيونية له الأسبوع الماضي، رغم أنني قد وصلت إلى قناعة كبيرة بأن الكتابة عن الحال النصراوي لن تغير حتى القليل، لأن النصراويين ليسوا جادين نحو تغيير واقعهم، لذا لا يمكن أن يحرك النقد أي شيء ما دام المعني لا يريد إصلاح نفسه، لكن حديث الأمير فيصل بن تركي الأخير فتح أبوابا جديدة رغم أنها لم تطرق، حيث أشار إلى أن الأهلي تغير كثيرا هذا الموسم عن المواسم الماضية، في إشارة إلى أن عودة النصر قد تكون سريعة - رغم أن هذا الكلام يناقض مطالباته السابقة بمحاسبته بعد مرور 5 سنوات من توليه الرئاسة - ولمح إلى أن الأهلي لم يضف هذا الموسم سوى عنصرين وعاد قويا.

جميل جدا أن يشير النصراويون إلى الأهلي كنموذج للعودة بفريق (محترم فنيا)، لكن قبل أن يعلن رئيس النصر هذا التوجه كنت أتمنى منه لو دقق في العمل الأهلاوي خلال السنوات الثلاث الماضية لعل الاستنساخ يكون مفيدا، ولكي تكون الأمور واضحة، سأرتب له الخطوات التي نفذها الأهلاويون قبل أن يعود فريقهم.

أولا: تم انتخاب عبد العزيز العنقري رئيسا، والأمير فهد بن خالد مشرفا، ورغم النجاحات في الألعاب المختلفة وتحقيق كأس فيصل وكأس الخليج، طالب الأهلاويون باستقالة الرئيس، بعد موسمين فقط، وقدمها دون أن يطالب بإكمال فترة رئاسته، لم يقل الأهلاويون: من البديل؟ بل اختاروا الرجل الأنسب بديلا ليقود الفريق خلال السنة الأولى لتحقيق كأس الأبطال، وهذا الموسم كواحد من أقوى فريقين إن لم يكن الأقوى على الإطلاق.

ثانيا: تعامل الأهلاويون مع بناء القاعدة كأولوية وكضرورة، لذا تركز دعم أهم رجالات النادي على هذا القطاع.

ثالثا: ابتعدت الإدارة الأهلاوية عن المكابرة، وحين تعرضت للهتافات والمقذوفات من جماهيرها الغاضبة من النتائج في العام الماضي، قال الأمير فهد في رد تلفزيوني: «ما نلومهم وحقهم علينا»، فلم يقل إنهم متربصون أو مندسون، بل استشعر معاناتهم، وحاول التعرف على مشاكل الفريق دون أن يشغل نفسه بأي أوهام أخرى، حيث شكل لجنة فنية لاختيار المدرب واللاعبين، ونتجت عن عملها صفقات مميزة.

أخيرا، أقول لرئيس النصر.. من يحب ناديه يفكر في المصلحة العامة لا المكابرة، ويسأل نفسه: هل كان هناك تطور في السنوات الثلاث الأخيرة.. أم تراجع؟ ألا يمكن أن يقود الفكر الذي انتهى بالفريق في المركز السابع بعد أن كان ثالثا، ألا يمكن أن يقوده إلى دوري الأولى في سنته الرابعة؟ هل من المنطق أن تطالب بإكمال الفترة وأنت تقود النادي إلى الخلف.. وكل موسم أسوأ من الذي يسبقه؟ ثم لأنك معجب بالنموذج الأهلاوي.. هل ستفعل كما فعل العنقري؟ كل هذه الأسئلة معلقة حتى يفكر النصراويون في تغيير واقعهم!