الشباب والكبار.. أيهما ينقذ كرة القدم الإيطالية؟

روبرتو بيكانتيني

TT

تعتبر قضية المفاضلة بين الاعتماد على اللاعبين الشباب والكبار إحدى القضايا الهامة في عالم كرة القدم الإيطالية. وإذا كان البعض يرى أن الاعتماد على الشباب هو أفضل وسيلة لتجديد دماء الفرق ومنحه الحيوية، يرى البعض الآخر أن اللاعبين الكبار أصحاب الخبرة هم مفتاح الإنجازات. ولعل خير دليل على ذلك هو ماتزاري مدرب نابولي الذي لمح إلى دي لاورينتيس رئيس النادي أنه يجب أن ينسى أمر المنافسة على التأهل لدوري أبطال أوروبا خلال الموسم القادم إذا أراد الاعتماد على المزيد من الشباب بالفريق.

ولا تكمن المشكلة في تحديد إن كان الشباب أم الكبار هم الأفضل. فالأفضل هو اللاعب الذي يؤدي بشكل أفضل. وتكمن المشكلة في عدم فقد لاعبين جدد مثل ديل بييرو وتوتي. إن إيطاليا بلد يتميز بالكسل والأحكام المسبقة. وقد وجد ديل بييرو وتوتي، وهما اللاعبان الفذان اللذان يضرب بهما المثل كثيرا، صعوبة كبيرة في الظهور وإثبات الذات حتى صدر قانون بوزمان عام 1995 الذي ينظم مسألة وجود اللاعبين الأجانب وأعاد الاتزان لكرة القدم الإيطالية.

وتمتلك الدول الأخرى المزيد من الشجاعة في الاعتماد على الشباب ومنحهم الفرصة. فقد أكمل كريستيانو رونالدو عامه الـ27 في شهر فبراير (شباط) الماضي وهو يلعب منذ فترة طويلة؛ وسيكمل روني عامه الـ27 في أكتوبر (تشرين الأول) القادم، بينما سيكمل ميسي عامه الـ25 في شهر يونيو (حزيران) القادم. ونستخلص من ذلك أن هؤلاء اللاعبين، رغم أنهم نجوم لا تتكرر، قد بدأوا اللعب وهم في سن صغيرة للغاية ما كانوا ليتمكنوا من الظهور وإثبات الذات خلالها لو أنهم كانوا يلعبون في إيطاليا. فنحن في إيطاليا نفعل مثلما يقول المثل الشعبي و«نفضل الدجاجة اليوم عن البيضة غدا». ونحن نتحمس وننفعل كثيرا بأداء النجوم الكبار لدرجة أننا بدلا من البحث عن نجوم ورموز جديدة نتمسك بالنجوم الكبار مهما تقدم بهم العمر. ولهذا السبب يكفي هدف لديل بييرو أو لعبة جميلة لتوتي - لا يهم في مرمى أي فريق - لتجعلنا نفقد عقولنا من السعادة. وهو ما حدث بالضبط في الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي. وفيما يتعلق بالنجوم الشباب، كالشعراوي وجوسيبي روسي، فإننا على العكس نطالبهم بانتظار دورهم أو الرحيل إلى الخارج.

ولا يوجد أدنى شك على أن الأداء يجب أن يكون هو وسيلة تقييم اللاعبين وترتيبهم مع الفريق. ومع ذلك فإنني أتفق تماما مع ما فعله بول سكولز. إن سكولز، المولود عام 1974، يلعب مع مانشستر يونايتد منذ كان عمره 17 عاما. وبعد الهزيمة في نهائي أبطال أوروبا 2011 أمام برشلونة قرر الاعتزال وانضم للجهاز الفني للمدرب فيرغسون. وبدأ مانشستر يونايتد في الخسارة، ولم يكن اللاعبون الأساسيون يؤدون بشكل جيد وعجز الشباب والاحتياطيون عن إنقاذ الفريق. ويؤكد البعض أن سكولز هو من عرض العودة بينما يقول آخرون إن فيرغسون هو من حثه على النهوض والجري والعودة للعب. والمهم في الأمر أن مانشستر يونايتد عاد للتألق مع عودة سكولز.

وهكذا أصبح التراجع عن الاعتزال بمثابة تحدٍ للاعب نفسه وللآخرين. ولعلنا نتخيل أن ديل بييرو وتوتي يعلنان الاعتزال لمعرفة ما سيحدث ومن سيلعب بعدهما. فهل يوجد بين لاعبينا من يستطيع أن يمتلك نفس القوة التي امتلكها سكولز للاعتزال وكذلك للعودة؟.