هل السعودي هو الأقوى؟

مصطفى الآغا

TT

ما دام ليس هناك معايير حقيقية ومدروسة وجهات عربية محايدة تقيم الدوريات العربية فسيبقى موضوع من هو أفضل أو أقوى دوري عربي خاضعا للعواطف والحسابات الشخصية والانتماءات الوطنية (مع الظروف السياسية الاستثنائية التي تمر على مصر وتونس) حيث يعتبر أهلها أن دوريهم هو الأقوى بأسماء الأندية الكبيرة وهيمنتها على البطولات الأفريقية للأندية وكأس الاتحاد الأفريقي وعشرات النجوم الذين يخرجون من هذه الدوريات ومحترفين في أقوى دوريات العالم..

وبالتأكيد تبقى هناك عوامل لا يمكن إغفالها في مسألة تقييم أقوى دوري من قوة المنافسة وتعدد الأسماء على اللقب وحضور الجماهير والتحكيم وجودة الملاعب وكثرتها والسوق الإعلانية وحجم التغطية الإعلامية وقوتها وانتشار الدوري خارج محيطه والتحكيم والأمور الطبية وفحوص المنشطات واللجان المنظمة وجداول الدوري (لم نعرف لماذا قسمت المرحلة الأخيرة في دوري زين على يومين) والحضور القاري (الذي قد لا يكون سببا مباشرا في التقييم، ولكن البعض يعتمد عليه جزئيا) وربما يتحدث البعض عن العوائد المالية ونوعية المحترفين والمدربين وحماية ملكية منتجات الأندية وتسويقها وريوع النقل التلفزيوني..

شخصيا أكتب هذه الكلمات مباشرة بعيد انتهاء قمة الأهلي والشباب التي كانت مثيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وشهدت كل شيء في عالم الكرة من أهداف وجماهير وأخطاء تحكيمية وبطاقات حمر وصفر وتتويج عقب صافرة النهاية في مشهد افتقدناه في ملاعبنا العربية، ولكن يبقى لي عتب على موضوع الملاعب السعودية التي زرت بعضها، ومنها ملعب جدة الذي يعترف الجميع أنه لا يواكب عشق أهل المدينة لكرة القدم ولا جماهيرية قطبي جدة الأهلي والاتحاد، ونعرف أنهم في الطريق نحو بناء ملعب جديد، ولكن ماذا عن بقية الملاعب؟

فباٍستثناء استاد الملك فهد الدولي تبقى بقية الملاعب تحتاج «لنفضة حقيقية» في مرافقها ومقاعدها ومداخلها ومطاعمها (هذا إن وجدت) وأعتقد أن بقية ملاعب المنطقة مثل ملاعب الإمارات وقطر تتفوق من هذه الناحية بأشواط، وهو شيء لم أسمع عنه بل شاهدته بأم العين، ولهذا فموضوع أقوى دوري عربي وهو السعودي كما يتشبث البعض أم المصري أو التونسي والمغربي وحتى الإماراتي والقطري هذا الموضوع سيظل خاضعا للجدل «البيزنطي» ما لم نجد هيئة عربية محايدة تخبرنا بذلك..

وحتى يتم البت بالأمر يجب أن نعترف بقوة الدوري السعودي وقوته الإعلامية، ويجب أن نعترف بأن الشباب الذي أنهى الدوري من دون أي خسارة ومن دون جماهير كبيرة تسانده أثبت أنه فارس عنيد لا يتنازل عن البطولة بسهولة (رغم فرادة وضعه الجماهيري) وأثبت الأهلي أنه تطور كثيرا وتأهل مباشرة لآسيا، رغم خسارته بهدية اتفاقية ثانية بعد الهدية الأولى عندما عادل الشباب..

مبروك للشباب وللرجل الأول فيه الأمير خالد بن سلطان ولرئيسه خالد البلطان ومدربه برودوم الذي عرف حقيقة كيف تؤكل كتف الدوري السعودي..