لماذا تزايدت حالات الوفاة بين الرياضيين في إيطاليا؟

سيباستيانو فيرناتزا

TT

إن موت لاعب شاب داخل الملعب يترك المرء في حالة من العجز والحزن ويفقده القدرة على الكلام أو التساؤل. ولعل السؤال الوحيد الذي يتبادر إلى الأذهان في مثل هذا الموقف هو لماذا؟ لماذا يموت الشباب في إيطاليا أثناء ممارستهم للرياضة رغم ما يتردد دائما من أن إيطاليا لديها عمليات تفتيش ورقابة طبية أفضل من أي بلد في العالم؟ ولماذا تكررت تلك الحالات في الفترة الأخيرة؟ ولماذا كان القدر قاسيا على بييرماريو موروزيني الذي عانى في حياته طويلا أيضا لأسباب أخرى؟

لقد ظلت إيطاليا لفترة طويلة بمنأى عن حالات الوفاة داخل الملاعب الرياضية، التي كان آخرها يعود إلى حقبة السبعينات عندما توفي ريناتو كوري لاعب خط وسط نادي بيروجيا أثناء المباراة أمام اليوفي، وكذلك توفي لوتشيانو فينيديمني لاعب كرة السلة في فريق تورينو إثر سقوطه على أرضية الملعب. وشهدت حقبة الثمانينات أيضا بعض الحالات المشابهة إثر وفاة أنشيلوتو لاعب كرة السلة عن 37 عاما بسبب أزمة قلبية، لكن إنقاذ ليونيللو مانفريدونيا من الموت عام 1989 أثبت أن الإسعاف العاجل ينجح في إنقاذ حياة الرياضيين في كثير من الأحيان. وكان الرياضيون يموتون في الملاعب في دول أخرى، مثلما حدث مع فوي وفيهير وبورتا، بينما كنا نحن في إيطاليا نتخيل أن هذا لا يمكن أن يحدث عندنا. فقد كان أطباء القلب الإيطاليون هم الذين شخصوا مرض النيجيري كانو عندما كان يلعب في الإنتر ونصحوه بإجراء عملية جراحية لمعالجة الخلل في أداء الشريان الأورطي. وكنا نشعر بالاطمئنان في إيطاليا بفضل دقة المتابعة الطبية للاعبي الكرة. لكن الأمر بدأ يتغير بعد ما حدث في الأسابيع الأخيرة. فقد سقط فيغور بوفولينتا لاعب الكرة الطائرة ميتا يوم 24 مارس (آذار) الماضي أثناء مباراة فورلي وماتشيراتا؛ وتوفي فرانشيسكو مانشيني مدرب حراس المرمى واللاعب السابق في نادي بيسكارا بأزمة قلبية أصابته في منزله يوم 30 مارس. ويدخل ضمن هذه القائمة الحزينة أيضا جيورجيو كيناليا الذي توفي في الأول من أبريل (نيسان) الحالي عن 65 عاما بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب. إنها سلسلة سوداء من الضحايا الذين يتساقطون في الملاعب الرياضية. فما الذي يحدث؟

يموت الناس في إيطاليا بسبب الرياضة، لكننا لا ندرك ذلك إلا عندما يكون مَن يسقط لاعبا محترفا. لكن هذه الظاهرة منتشرة بصورة أكبر مما نتخيل نحن. وتمتلئ صفحات الصحف الإقليمية بقصص لا تصل إلى شريحة كبيرة من القراء لأن مَن يموتون بسبب الرياضة يكونون عادة أطفالا أو شبابا غير مشهورين لا يهتم بأمرهم أحد. ويكون أقصى ما يحصلون عليه هو خبر صغير في صفحات الحوادث بالصحف الكبرى. إنه الموت المفاجئ الذي لا يوجد أحد بمنأى عن خطورته. فالمرء قد يموت بعد دقيقة واحدة فقط من إجرائه لرسم قلب يؤكد سلامة قلبه وقوته. ونحن لا ندري إن كان بييرماريو موروزيني قد راح ضحية «للموت المفاجئ». قد يكون السبب فيها تمدد في الأوعية الدموية. ونحن هنا ننصح بأمرين؛ أولا إذا أكد طبيب القلب أن أحد أبنائنا لا يمكنه ممارسة الرياضة فلا ينبغي أن نعارض هذه الفكرة وألا نحاول الالتفاف حولها. يجب أن نخضع الطفل إلى المزيد من الفحوصات وألا نجزع إذا كان من الضروري أن يتنازل الطفل وأسرته عن حلم ممارسة الرياضة. فالحياة بها الكثير من الأشياء الأخرى الجميلة التي يمكن ممارستها. والشيء الثاني الذي نوصي به هو الالتفات إلى الحالة العائلية غير المستقرة التي كان يعيشها موروزيني. فقد ترك اللاعب الشاب خلفه أختا تعاني من الإعاقة. ويجب على عالم الكرة الإيطالية أن يقف إلى جانب هذه الفتاة ويساعدها.