الاحترام وليس الحب!!

أحمد صادق دياب

TT

وحسمها الشباب في آخر جولة، ونصب صوالين الأفراح لعشاقه، وأعاد البسمة من جديد إلى شفاه محبي الليث أو الشيخ الوقور الكبير.. بالتأكيد يستحقها الشباب، فريق لم يخسر أي مباراة طوال البطولة، وأقوى خط دفاع وهداف الدوري، أذكى مدرب في الكرة السعودية حاليا، وإدارة لا يهمها أن «تحبها» أو لا «تحبها»، فهي تعرف أنها قادرة على أن تكسب احترامك.. إضافة إلى كل تلك المعطيات، قدرة مالية وتخطيطية يندر أن تجد لها مثيلا لدينا، إلا في أندية أقل من عدد أصابع اليد الواحدة.

لن أدخل في تصنيف وتدقيق فني للمباراة الأهم في دوري زين لهذا العام، ولكن وباختصار شديد، أعتقد أن «لب» الموضوع أن بردوم كان الأكثر «ذكاء» والأكثر قدرة على استخدام «الأدوات» المتاحة أمامه وفرض الإيقاع الذي يريد في معظم أوقات المباراة.

بالتأكيد استحق الشباب البطولة، ولا يجادل في ذلك إلا من لم يتابع الدوري من بداياته، وهذا لا ينفي ولا يقلل من أن الوصيف «الأهلي» قدم خلال الموسم مستوى كبيرا وكان على قرب أمتار قليلة من الحصول عليها.

الشباب لم يكن «الأذكى» في المباراة فقط، ولكنه كان الأكثر «دهاء» خارج الملعب، فقد تمكن من تسيير خطته الإعلامية بحرفية جيدة، حيث اعتمد على «الهجوم» في الأفكار والتصاريح، التي جعلت من الإعلام الأهلاوي في موضع «الدفاع»، وشغلت الوسط الإعلامي بأمور تتعلق بالمعسكر الأخضر، وأبعدت الضغط عن الشبابيين، وصنعت أثرها الفعال السلبي على الفريق الأهلاوي.

قد يصف البعض هذه الأساليب بشتى العبارات، ولكني أقتبس قول واحد من كبار مدربي كرة القدم الإنجليز: «من يعتقد أن كرة القدم لعبة نظيفة، خارج الميدان، لا يعرف حقيقتها جيدا».

ما أفاد الشباب هو قوة خط الاحتياط لديه.. وهو نقطة الضعف التي عانى منها الأهلي.

قد نختلف كثيرا على ما قاله خالد البلطان رئيس الشباب بعد المباراة، ولكننا يجب أن نعترف أن الرجل تمكن من جعل الشباب صاحب «حظوة» إعلامية مميزة.

لو الخطأ الذي ارتكبه الحكم الإيطالي في احتساب هدف الأهلي حدث من حكم سعودي لأصبح حديث «المجالس» لفترة طويلة، ولكن من أهم الأسباب في الطعن في لجنة الحكام وقدرة وميول الحكم السعودي، وفي نيات الاتحاد السعودي بشكل عام.

حارسا الفريقين في تلك المباراة وليد عبد الله وياسر المسيليم كانا نجمي المباراة، وتمكنا من الذود عن مرميهما بكل فدائية.

الملعب اكتظ عن بكرة أبيه.. والبعض كان يدعي أن «صلة» الرياضية لم تقُم ببيع التذاكر.. فكيف دخل كل أولئك..؟

ستظل مشكلات ملعب الأمير عبد الله الفيصل مستمرة، ما دامت طاقته الاستيعابية لا يمكن أن تتحمل الطلبات الكثيرة لحضور المباريات.