الدوري الإيطالي ولعبة النقاط وتباين المستويات

هيا الغامدي

TT

يعاني الدوري الإيطالي حالة من الكساد الشديد تظهر في ترتيب الفرق المشاركة فيه خلال الموسم الحالي. فقد انخفض عدد النقاط التي تحتاجها الفرق لتحتل المركز الثالث، وهو المركز الذي يفتح الباب أمام المشاركة في الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا. وفي نفس الوقت، يرتفع عدد النقاط التي تحتاجها فرق المؤخرة لاحتلال المركز الرابع قبل الأخير على الأقل والهروب من منطقة الهبوط إلى دوري الثانية. وتعتبر هاتان الظاهرتان وجهين لعملة واحدة وتوضحان وجود انخفاض عام في مستوى الدوري الإيطالي. ولا يوجد في الموسم الحالي سوى أربعة فرق فقط هي التي تمتلك نقاطا أفضل من الموسم الماضي بعد انقضاء 32 جولة من عمر الدوري. ويعتبر اليوفي هو الأبرز في هذا الصدد، حيث حقق 17 نقطة إضافية هذا الموسم بقيادة كونتي وبيرلو. وينضم إلى اليوفي في التحسن عن الموسم الماضي فرق كاتانيا وكييفو وبارما، لكن النقاط التي حققتها تزيد على الموسم الماضي بـست أو سبع نقاط فقط. وعلى العكس، حققت جميع الفرق حتى الآن نقاطا أقل مقارنة بالعام الماضي. ويعتبر الفارق ضئيلا للغاية بالنسبة لبعض الفرق كالميلان (- 1)، وكبيرا للغاية لفرق أخرى مثل الإنتر (- 15)، ونابولي (- 17) اللتين تعتبران أكبر وأسوأ مفاجآت الموسم الحالي. وقد ذهب الإنتر ونابولي ضحية المنافسة الشرسة بين فرق المنتصف هذا الموسم. ويوجد فارق كبير بين اليوفي المتصدر ولاتسيو صاحب المركز الثالث (14 نقطة)، بينما يفصل لاتسيو عن جنوا، الرابع قبل الأخير في الجدول، 15 نقطة؛ وهو نفس العدد الذي يفصل جنوا عن تشيزينا صاحب المركز الأخير. ويتضح من هذه الأرقام أن الدوري الإيطالي هذا الموسم ينقسم إلى ثلاثة أقسام متباينة للغاية في ما بينها. ففي القمة، يوجد فريقان فقط (هما اليوفي والميلان)، وفي القاع توجد ثلاثة فرق (ليتشي ونوفارا وتشيزينا)، وفي الوسط توجد المعمعة الكبرى للفرق الـ15 المتبقية، التي تتنافس على المشاركة في البطولات الأوروبية والهروب من شبح الهبوط في نفس الوقت. ويكفي عدد قليل من النقاط لينهي أي فريق الموسم بشكل جيد أو ينتهي به المطاف في قاع الجدول. ولا شك في أنها ظاهرة غير معتادة تضاف إلى ذلك الرقم القياسي السلبي المتمثل في تغيير 17 مدربا خلال الموسم الحالي. ولا يمكن أن تقارَن هذه الأرقام بما يحدث في الدول الأخرى المتقدمة كرويا. وليس من السهل أن ندرك إذا كان غياب الاستمرارية في الأداء والنتائج هو سبب أم نتيجة لهذه المنافسة المجنونة التي يدور الدوري الإيطالي في فلكها هذا الموسم.

ويؤكد انخفاض عدد النقاط التي حققتها الفرق مقارنة بالموسم الماضي، أن كرة القدم الإيطالية تعاني انخفاضا في المستوى، وهو ما يظهر من أدائها في البطولات الأوروبية. فقد وصلت خمسة فرق من إسبانيا إلى قبل النهائي في دوري الأبطال والدوري الأوروبي. ويعني هذا أن هناك شيئا يتطور في إسبانيا. ويحدث العكس تماما في إيطاليا، حيث تزداد الأمور سوءا. والغريب هو أن الإنتر ونابولي، رغم العدد الهائل من النقاط التي فقداها، ما زال لديهما بعض الأمل في الوصول للمركز الثالث الذي لا يفصلهما عنه سوى ست نقاط فقط، بينما يتبقى في عمر الدوري 18 نقطة كاملة. ولم يكن أحد يتوقع أن ينافس ميليتو، في هذا الموسم الحزين، إبراهيموفيتش على لقب الهداف. لكن كل شيء قابل للحدوث. فعندما تغرب الشمس تزداد ظلال الفرق الصغيرة طولا.