نهائي غير راقٍ

موفق النويصر

TT

خلافا لما كان مؤملا، أسدل الستار يوم السبت الماضي على ثالثة بطولات الموسم الرياضي في السعودية، دوري «زين» للمحترفين، محملا بالشحن، والقذف، والطرد، والابتزاز، والسوق السوداء، والعبارات النابية التي تصدرت صفحات الصحف وشاشات التلفزيون ولافتات المدرجات.

الدوري الذي ظل غامضا طوال أسابيعه الـ26 ولم يُحسم إلا في مباراته الأخيرة بين الأهلي والشباب، سقط سقوطا مروعا، نتيجة الأخطاء التي تسبب بها محسوبون على الناديين، وأكدها اتحاد الكرة باختياره الخاطئ لطاقم تحكيم أجنبي، أقل ما يمكن القول عنه إنه فاشل بامتياز.

ومن شاهد تلك المباراة وتابع أحداثها، لم يخالجه شك في أنها كانت عرضة للانفجار في أي لحظة، نتيجة سوء الإدارة الإعلامية التي أديرت بها المباراة قبل أيام من بدايتها، بمباركة من لاعبين سابقين ومحللين كرويين وصحافيين وإداريين، سواء على الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي.

إن النهاية التي آلت إليها المباراة أريد لها ذلك، بدليل جرعات الشحن التي تم حقنها في أوردة الإعلام طوال أسبوعين ماضيين، وانعكست ملامحها جليا على المشهد الرياضي بجميع مكوناته، سواء أكانوا لاعبين أم أجهزة إدارية أم فنية أم حكاما أم جماهير.

الأكيد أن المنتج النهائي الذي تابعناه على استاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة لهو دليل صارخ على وجود أصابع خفية تعبث بمستقبل الرياضة السعودية، دون حسيب أو رقيب من أحد، بهدف إعادة حالة الاحتقان إلى الشارع الرياضي.

ولعل التصريح الناري الذي أدلى به خالد البلطان لمراسل قناة «الرياضية» السعودية بعد نهاية المباراة، بأنه لن يخضع لعمليات الابتزاز التي تمارَس عليه وعلى فريقه من قبل بعض الإعلاميين، وأنه لن يدفع لهم أي مبالغ مالية، يجب ألا يمر مرور الكرام، خاصة أنه يأتي من شخصية اعتبارية كرئيس نادي الشباب، ويجب على جهات الاختصاص التحقق من هذا الحديث، والعمل على اجتثاث الأعضاء الفاسدين من جسد الوسط الإعلامي، إذا صحت هذه المقولة.

لقد كشف هذا النهائي، بما لا يدع مجالا للشك، عن أن الحكم السعودي، بأخطائه وهفواته، أخف وطأة وأقل تكلفة من الأجنبي، الذي لا يمكن وصف ما فعله سوى أنه «حاس المباراة» كما يقال باللهجة الشعبية؛ حيث نجح الإيطالي باولو فاليري بكل اقتدار في إخراجها عن مسارها الطبيعي، بقراراته المرتبكة، وانفعالاته المبالغ فيها.

شخصيا، أعتقد أن استقالة اتحاد الكرة، بعد الخروج من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، أفقدت لجان الكرة هيبتها التي كانت عليها في السابق، بدليل أن معظم المنتسبين للوسط الرياضي ضربوا بعرض الحائط جميع القرارات التي كانت تعاقب وتجرم الخوض في مثل ما ورد على مسامعنا في الأيام الماضية.

لذلك أرى أنه من الضروري الإسراع في تشكيل اتحاد الكرة الجديد ولجانه المختلفة، والعمل على إعادة الهيبة إلى هذه المؤسسة، التي لم تكن يوما تخضع لضغوط الأندية من الداخل أو الجهات البعيدة عن الرياضة من الخارج، وأن ما نشاهده من فوضى حالية ما كان ليظهر على الساحة لو كانت هناك إدارة حازمة تستطيع أن تضع حدودا لجميع المتجاوزين، سواء أكانوا رؤساء أندية أم إعلاميين أم جماهير.. فهل ستمر تبعات هذه المباراة مرور الكرام أم ستلقي بظلالها على البطولات المقبلة؟

[email protected]