البلطان وتلطيخ سمعة الانتصار!

طلال الحمود

TT

حمل الأسبوع الحالي عاصفة ردود فعل عقب فوز الشباب بلقب بطل الدوري السعودي لكرة القدم وحسم معركته الشرسة ضد الأهلي بعد مباراة ستبقى في أذهان المتابعين طويلا، ولم يدم الحديث طويلا عن إنجاز الشباب وانتصاره بعدما فضل رئيسه خالد البلطان تحويل الأنظار عن انتصار «الليث» إلى أحداث معركته مع الإعلاميين وحرب التصريحات التي أتت على ما تبقى من ود بين الطرفين.. عقلاء الوسط الرياضي تمنوا لو أن البلطان تعامل بعقلية المنتصر الواثق وترك للشبابيين لحظات الفرح الثمينة بدلا من استعداء الناس على ناديه وتأليب المتعصبين للانتقاص من جدارة الشباب بالإنجاز الكبير!.

وقبل نحو يومين تحدث رئيس نادي الشباب السابق الأمير خالد بن سعد من خلال برنامج «في المرمى» عن إنجاز ناديه بتحقيق بطولة الدوري مستعرضا تاريخ «الليث» ومكانته محليا وخارجيا بحديث راقٍ وأسلوب ينم عن تربية حسنة وأخلاق حميدة، وخلال ذاك المساء وجه الأمير انتقاداته إلى الإعلام بطريقة بعيدة عن الإسفاف والعبارات غير اللائقة، مما جعل الجميع يتقبل تلك الانتقادات ويستمع إلى عبارات العتب كاملة، خاصة أنها صدرت من رجل له مكانته في الوسط الرياضي ويحظى بتقدير واحترام من الجميع.. وخلال السنوات الماضية كان الشارع الرياضي يتابع ما يحدث في نادي الشباب من تخطيط متقن وعمل دؤوب يقوده خالد البلطان من أجل إعادة ناديه إلى واجهة الكرة السعودية، لم يكن هناك تطبيل ولا زمر على اعتبار أن الشباب لم يكن يوما قبلة الإعلام الأولى، وكان انصراف الإعلاميين عن متابعة نادي الشباب يمثل نعمة للبلطان ومعاونيه، غير أنه أيضا يمثل نقمة لأن كثيرا من الإنجازات لا تأخذ صداها، فضلا عن أن المنافسين يستفيدون من عدم اهتمام الإعلام بنادي الشباب ويستخدمون هذا السلاح ضد «الليث» دائما.. قراءة البلطان في الأيام الأخيرة لموقف الإعلام من ناديه جاءت خاطئة فلا هو استفاد من الجانب الإيجابي ولا هو ردم الفجوة الكبيرة بمعالجة آثار الجانب السلبي، ما قاد البلطان أخيرا إلى إطلاق تصريحات تؤكد أن الرجل لا يفقه كثيرا في الإعلام ولا يعلم دوره تحديدا، تارة يظهر في أحاديث تلفزيونية يطالب مقدم البرنامج بعدم طرح سؤال معين، وتارة يحتج على توقيت عرض تقرير تلفزيوني، وتارة يرد على ضيوف البرامج التلفزيونية بعبارات على نحو «الساقطين» و«التافهين» وغيرها من الألفاظ غير اللائقة للتداول إعلاميا!.. البلطان أيضا قالها صريحة إنه سيعاقب الإعلاميين «العجيبين» على حد قوله، بأنه لن يدفع لهم ولو كتبوا ضده مليون سنة، دون أن يتطرق لمصير الإعلاميين غير «العجيبين» وهل العقوبة ستطالهم أيضا!

شخصيا كنت أرى في خالد البلطان مشروع قيادي ناجح يناسب مستقبل كرة القدم السعودية، من شأنه أن يحدث الفرق على مستوى الاتحاد السعودي في حال منح فرصة الوصول إلى كرسي الرئاسة، غير أن النظرة تغيرت بعد ليل السبت الأخير، فالرجل لا يستطيع التعاطي مع الوسط الرياضي ولا مع مكوناته وهذا بحد ذاته يكفي لإحباط عمله.. ما نتمناه جميعا من البلطان أن يعتذر لكل من ساءته تلك العبارات غير اللائقة، وقبل هذا أن يعترف في داخله أن تصريحاته المنفعلة ساهمت في تلطيخ سمعة الانتصار الشبابي وأزعجت كثيرا من الشبابيين الذين كانوا يمنون النفس بفرحة توازي الأندية المنافسة في ليالي الانتصارات.