طريقة كونتي تمثل فكرة جيدة لبرانديللي

لويجي جارلاندو

TT

لم تكن العلاقة بين المنتخب والأندية أبدا جيدة بسبب تعنت الأندية في ترك لاعبيها لمعسكرات المنتخب. لكن برانديللي، مدرب إيطاليا، ربما يستفيد بشكل كبير من الأندية من خلال نقل بعض أفكارها الفنية، وعلى رأسها طريقة 3 – 5 - 2 التي يطبقها كونتي، مدرب اليوفي. ولتوضيح الأمر يجدر القول إن الآزوري يمتلك هوية خططية محددة (4 – 3 – 1 - 2)، لعب بها خلال العامين الماضيين وحقق نتائج طيبة. لكن طريقة كونتي ربما تمثل بديلا خططيا قيما لبرانديللي.

إن اللعب «بالرباعي الدوار» في وسط الملعب، وهي الطريقة التي ابتكرها برانديللي، والتي يتبادل فيها لاعبو الوسط المراكز باستمرار، قد منحت الفريق المهارة والشجاعة. لكن تطبيق هذه الطريقة ليس أمرا سهلا. وأثبتت المباراة الودية الأخيرة التي خسرتها إيطاليا أمام الولايات المتحدة، أن طريقة اللعب تحتاج لبعض التجديد والتعديل. والمعروف أن الآزوري لم يلعب طوال الفترة الماضية سوى ثلاث مباريات في ست أشهر. وتعتبر طريقة 3 – 5 - 2 التي يطبقها مدرب اليوفي ملاذا آمنا لبرانديللي قبل بطولة الأمم الأوروبية.

ويؤكد برانديللي أن طريقة لعبه لا تنص على وجود لاعب وسط مهاجم، لكن وجود لاعب مهاري خلف رأسي الحربة من شأنه أن يدعم من طريقة الرومبو التي يطبقها برانديللي. والمعروف أن مونتوليفو وتياغو موتا وأكويلاني يأتون من موسم غير جيد، وبالتالي يبدو من الأفضل الاعتماد على ماركيزيو ونوتشيرينو. وهو نفس ما يحدث في اليوفي الذي يلعب فيه ماركيزيو وفيدال على جانبي بيرلو ويزيد من تأثيرهما أن خط الوسط يلعب فيه خمسة لاعبين. ومن الممكن أن يقوم دي روسي مع المنتخب بنفس الدور الذي يلعبه فيدال مع اليوفي.

اعتاد ماجيو على اللعب على جانبي الدفاع المكون من ثلاثة لاعبين وقام كريشيتو بالدور نفسه طويلا مع جنوا. وقد دخل دي تشيلي، الذي تطور مستواه مؤخرا، ضمن حسابات برانديللي. ويستطيع دي تشيلي أن يمنح المنتخب الحيوية والانسجام مع باقي زملائه في الفريق. ولا شك أن أي مدرب يلعب له بيرلو يهتم باللاعب الذي سيلعب خلفه. وربما يطبق برانديللي في هذا الصدد ما يفعله كونتي من خلال الدفع ببونوتشي كصانع ألعاب دفاعي يقوم بإدارة بداية الهجمة أمام بوفون حتى يتحرر بيرلو من الضغط. ويعتبر بونوتشي المرشح الأول لهذا الدور في ظل الأزمة التي يمر بها رانوكيا، بعد المستوى الرائع الذي ظهر به بونوتشي في نهاية الموسم.

وفي ظل غياب جوسيبي روسي للإصابة وعدم اكتمال لياقة وشفاء كاسانو سيعتمد برانديللي بصورة كبيرة على دي ناتالي في خط الهجوم بصفته أفضل هدافي إيطاليا في السنوات الأخيرة. وسوف يكون بالوتيللي بقوته البدنية هو المساند لدي ناتالي بموهبته الدفاعية وسرعته. ولا يمتلك كونتي مدرب اليوفي مثل هذا الثنائي، لكنه يمتلك كوالياريللا الذي قد يلعب دورا مجديا مع برانديللي. وقد أظهر كوالياريللا انسجاما كبيرا مع اليوفي وصلاحية كبيرة لطريقة اللعب. فهو يجيد التراجع ثم الوصول للمرمى، كما يجيد صنع الأهداف للمتقدمين من وسط الملعب. وفي حالة مشاركته سيترك لبالوتيللي مهمة خلق العمق الهجومي.

إن وجود كتلة من فريق واحد داخل المنتخب يعتبر أمرا إيجابيا ويشهد تاريخ إيطاليا على ذلك. فلاعبو اليوفي قادرون على نقل الروح الحماسية التي اكتسبوها من مدربهم كونتي إلى المنتخب. ولم يشارك لاعبو اليوفي هذا الموسم في البطولات الأوروبية ولعبوا عددا أقل من المباريات وتدربوا أكثر مقارنة بغيرهم من اللاعبين. ونحن هنا نكرر أن برانديللي لا يحتاج لنقل طريقة لعب كونتي حتى يقوم بتكوين فريق ناجح. فهو يمتلك بالفعل فريقا قويا ويتمتع بشخصية مميزة، لكن الدوري يمنحه هذه الفكرة الجديرة ببعض الاهتمام.