«تواضع» يا بطل

عادل عصام الدين

TT

كان النهائي ساخنا.. شرسا.. مثيرا.. مدهشا.

استحق الشباب الفوز بالبطولة عطفا على أدائه في مباراة «الحسم».

فقد كان الأهدأ.. الأكثر ثقة.. الأفضل استحواذا، الأكثر استفادة من مشاهدة تشافي برشلونة وزملائه.

نعم.. كان واضحا أن لاعبي وسط الشباب قد استفادوا من «مشاهدة» الفريق الساحر برشلونة.. ونجحوا.. «مع الفارق الكبير في المستوى» بطبيعة الحال.

نجح البطل.. قائد الأوركسترا الفنان أحمد عطيف ومن خلفه فرناندو.. والدفاع المتماسك فكان الفوز الكبير.

ظل الشباب معظم فترات المباراة صاحب الحضور الأفضل ولذلك استحق لقب بطل دوري زين للمحترفين عن جدارة ويكفي أنه لم يخسر طيلة أيام الدوري.

ووضح أن الأهلي قد افتقد كثيرا للهداف البارع والمهاجم الخطير عماد الحوسني.

كان بإمكان الشباب أن يتقدم في الشوط الأول بـ«ثلاثة» لو أحسن ناصر الشمراني استغلال فرص الشوط.

وكان بإمكان الأهلي أن يتعادل ويتفوق في الشوط الأول لو احتسبت ضربة الجزاء له.

لكنه القدر.. والنصيب.. وكان نصيب الشباب مع النجاح.. فقد ظهر فنيا متماسكا.. واثق الخطوة حتى في أحلك وأصعب أوقات المباراة عندما تعادل الأهلي بهدف العملاق تيسير الجاسم الذي جاءته الكرة المخطوفة باليدين من الراهب.

ألف مبروك لكل أبطال الشباب الذين كانوا في رأيي مفاجأة بأدائهم الممتع بعيدا عن التوتر.. والتشنج. وألف مبروك للأهلي الذي أحسن وتألق هذا الموسم وافتقد أهم نجومه في مباراة الختام.

مبروك لخالد البلطان.. الذي تعب واجتهد كثيرا مع إدارته ولاعبيه وجهازه الفني.

واختم بالقول:

من تواضع لله رفعه، والحقيقة أنني أستغرب حين تسقط الانتصارات بعض الرؤساء.. والإدارات.

التواضع دليل ثقة في النفس، وأستغرب أكثر حين يعتقد بعض الرؤساء أن الأندية ستنتهي برحيلهم.. وأن الكرة ستنتهي برحيلهم.. وأن كل الإعلاميين في «الهوا.. سوا».. وأنه لا أحد يستطيع أن يعيش من دونهم!! وما أكثر المغرورين الذين شاهدتهم خلال مسيرتي الإعلامية.

ثمة نماذج جميلة.. في حسن الخلق والتواضع بعيدا عن الخبث والغرور والتعالي.

واختم للمرة الألف: تواضعوا.. فما أجمل التواضع.

[email protected]