الإقناع.. أو الرحيل يا «هاسيك»؟!

هيا الغامدي

TT

على الرغم من الفوز «البارد» الذي حققه الهلال بدوري أبطال آسيا بعد سلسلة التعادلات الثلاثة الأخيرة قاريا، وكسره لحاجز جمود النقطة وتخطيه بنتيجة معلبة أمام شباب الإمارات، فإنه لا المستوى ولا الكاريزما الحالية مقنعان، فالهلاليون كانوا قد تعودوا من فريقهم «حزم الأمور»، نكون أو لا نكون، وهي الكيمياء الأقرب لضبط إيقاعهم الفني والتكتيكي للصعود بالنتائج إلى فوق هام سحاب البطولات، ولا شيء دونه، وما يقدمه إيفان هاشيك من مستويات ونتائج غير مُرض ولا مريح ولن يؤهل لشيء، فضلا على مستقبل ينتظر الفريق ببطولتين صعبتين.

بطولة محلية حققها الهلاليون من حصاد أيديهم، وليس كل من يأكل بيده يشبع، فما زالت هناك بطولة الأبطال والآسيوية، وسيتبقى لهذا المناضل الأزرق دوافعه القوية للتشبث ولو بأنصاف الآمال بالحصول على مبتغى قريب المنال، والسؤال: كيف يتم ذلك مع مدرب بينه وبين الإقناع كما بين المشرق والمغرب من مسافات؟ وأول من انتقده واستنكر طريقته وأسلوبه الإدارة الهلالية، وهي ذاتها التي حرصت على التعاقد معه، هذا فضلا عن الخلاف المستمر الذي بدأت بوادره منذ وقت مبكر حينما رفض هاشيك شرط الإدارة بضرورة سماح المدرب بتدخل مدير الفريق سامي الجابر في الشؤون الفنية كمساعد، وهو الأمر الذي تم رفضه شكلا وصورة من قبل التشيكي، ومع ذلك أقول: «مع ذلك» حرصت الإدارة على التعاقد معه وتسليمه كل المقاليد الفنية والمستقبلية. وهنا لي رأي، فعلى الرغم من المستوى الفني السيئ المتواضع «المعلب» الذي هو بمجمله «يسد النفس» من قبل هاشيك وتمسكه برأيه بعدم تدخل أيٍّ كان وبالذات الجابر في عمله، فإنني أرى أنه محق؛ كونه كان قد اشترط على الإدارة ذلك وهي وافقت، والآن يريد الهلاليون إقحام الحالة الإسعافية الفنية الاحتياطية لجابر عثراتهم وتمكينه من تفعيل مهامه العملية إتماما لمهامه كمدرب حرص على الوصول إلى رخصة دولية مؤهلة، وبالتالي أرى أن تعطي الإدارة «بصراحة» رأيها في مدربها وما يحدث لأن ما يحدث لا يسر ولا يؤهل لشيء، حتى إن مؤشرات عدم الارتياح والهارموني (الانسجام) واضحة وضوح الشمس برابعة النهار. أسألكم بالله، ما الذي تغير بعد إقالة دول؟! وما الفرق بينه وبين هاشيك؟!

صحيح أن التشيكي كان قد انتشل الوصل الإماراتي من موقعه المتأخر قبل عدة مواسم وأزمته الفنية لمركز متقدم، كما قاد شقيقه الأهلي باقتدار في بطولة الأندية التي أقيمت بالإمارات 2010م، فضلا عن منتخب بلاده الذي انتخب رئيسا لاتحاده بالتزكية، «ولكنه» غير مقنع، لا كطريقة ولا أسلوب للفريق الذي قدره البقاء ضمن حيز البطولات!

«الإقناع».. من خلال التخلي عن بعض القناعات التي يراها التشيكي يجب أن تكون خيارا ما لم يتخذ بحقه الخيار الآخر، «الإقالة» التي يجب أن تأخذ طريقها للتفعيل متى ما تمسك المدرب برأيه الذي يخالف مسار فريق اعتاد على شكل وصورة و«كيمياء» معينة مع مدربيه السابقين، ومعاندته لوجهات نظر القريبين من الفريق والعارفين ببواطن أموره «كالجابر» مثلا، وهو الذي يجب أن يملك الشجاعة الكافية لتسلم زمام الأمور بثقة واقتدار متى تمت الإقالة، وقبل أن يدفع الفريق ثمن تخبطات وفلسفة مدربه الحالي!

[email protected]