كيف يصل اليوفي إلى ربع نهائي دوري الأبطال؟

لوكا كالاماي

TT

إن رؤية فريق بايرن ميونيخ الألماني وهو يواجه بكل ما أوتي من قوة فريق ريال مدريد المسلح تحت قيادة مورينهو تجعلنا نفكر في فريق اليوفي الحالي تحت تدريب أنطونيو كونتي؛ حيث رأينا التعطش للفوز ذاته وكثافة اللعب ذاتها مع الرغبة نفسها في تحدي التوقعات. وبطبيعة الحال تأتي الخطوة التالية بالسؤال حول مسار أداء بيرلو وزملائه في صفوف السيدة العجوز في دوري أبطال أوروبا. وليكن واضحا أنها لعبة، لكن على الأرجح يطرح أندريا أنيللي رئيس نادي اليوفي، وماروتا مدير عام اليوفي، والمدرب كونتي، السؤال ذاته في الوقت الحالي، لأن ثلاثتهم، في غضون أسابيع قليلة مع انتزاع الدرع أو عدمه، عليهم التخطيط للقفزة الأوروبية المقبلة ومجموعة صفقات الشراء التالية.

وإن التفكير الأول يتمثل في أن اليوفي يمكنه هزيمة أي خصم في مباراة صعبة حتى وإن كان الخصم هو الفريق الكتالوني. لكن بالنظر إلى دوري أبطال أوروبا مع المقارنة المرحلية نجد أنه لم يعد تلك المنافسة التقليدية ذاتها في الجولة والتنافس النبيل بين مدينتي ميلانو وسان ريمو من قبل في الركض المخادع في جولات كرة القدم. جدير بالذكر أن اليوفي يستحق الوصول إلى دور الـ16، وإذا سمحت القرعة فإنه قد يستحق أيضا مكانا بين الفرق الثمانية الأوائل في ربع نهائي دوري الأبطال، نظرا لأن مشروع السيدة العجوز يتأقلم بشكل جيد مع كرة القدم الدولية بنتاج اللياقة البدنية الجيدة لبعض اللاعبين الأساسيين مثل كيلليني وفيدال، فضلا عن موهبة بعض العباقرة مثل بوفون وبيرلو وماركيزيو، مع تطعيم ذلك كله بالضراوة التي لا غنى عنها في مباريات بعينها.

وعلى العكس يعد صعود الدرجات الأخيرة في هرم القيمة الكروية معقدا للغاية. فبالنظر بالعين المجردة يمكننا القول إن اليوفي لكي يستطيع الاقتراب أو البقاء واحتلال مكان في القاموس الكروي الأوروبي وركوب مزلاج البارسا وريال مدريد والمدرعات الإنجليزية، تلك الفرق التي ستعود إلى قاعدة الانطلاق في سبتمبر (أيلول) المقبل باستثمارات ضخمة جديدة، فإن اليوفي يلزمه لاعب قلب هجوم يتميز بأسلوب كروي عالمي ويرتقي ببعض الدرجات النبيلة على المستوى الأجنبي، كما يحتاج إلى لاعب وسط يتبادل الأدوار مع بيرلو وماركيزيو وفيدال من دون التقليل من شأن هذه العناصر. ولمزيد من الوضوح نقول إن اليوفي يلزمه الحصول على ثلاثة لاعبين متميزين، وهو أمر كبير على المستوى الاقتصادي أيضا.

علاوة على ما سبق يتعين على اليوفي التسريع بالمبادلة بين اللاعبين (اللازمة للعب مباراة كل ثلاثة أيام) والاستعانة بـ«الخبرة الدولية»، مثل تلك التي قهرت نابولي أثناء مباراة تشيلسي في ثمن نهائي دوري الأبطال. لكن في هذا الصدد يستطيع البطل بيرلو الذي انتزع الألقاب مع الميلان بكثرة إنتاجه أن يساعد زملاءه في اليوفي في تعلم الدرس سريعا. كما أن هناك أمرا آخر يدعو للتفكير بإيجابية وفقا للأرقام التي يظهرها سباق التنافس على الدرع، فإن فريق كونتي لم يخطئ أبدا أمام الفرق الكبيرة في مباريات صعبة تبدو كمعارك دوري أبطال أوروبا الحقيقية.