أريد رؤية ديل بييرو في منصب إداري

كارولينا موراتشي

TT

إنني مصدومة للغاية مما يحدث الآن مع أليساندرو ديل بييرو في نادي يوفنتوس. خلال هذه السنوات وعبر مسيرته الطويلة مع فريق السيدة العجوز، قدرنا دائما القائد الكبير، ليس فقط لإمكاناته الفنية ولعباته الفريدة، وإنما أيضا بسبب احترافيته العالية داخل وخارج الملعب. كل شيء بدأ منذ شهور مضت، بتصريحات أندريا أنييللي، والتي صدمت الجميع تقريبا، حيث أعلن رئيس نادي يوفنتوس اعتزال المخضرم ديل بييرو بنهاية الموسم الحالي. وكان السؤال التلقائي هو: لماذا لم يعلن الاعتزال المعني المباشر بالأمر نفسه؟

وكان تدخل أنييللي ليصبح مبررا فقط لو كان قد استبق وجود أليساندرو ديل بييرو في إدارة النادي بمنصب بارز. وعلى العكس، لا شيء من ذلك. ففي مقابلة صحافية مع مجلة «فانيتي فير» الأميركية، أعلن اللاعب رحيله عن الفريق بعد ما يقرب من 20 عاما. لكن كيف يحرم يوفنتوس نفسه من لاعب/ إنسان من العيار الثقيل هكذا؟ في لحظة لم يعد يوجد فيها أعلام، في كرة القدم، حيث ينظر الجميع إلى مصالحهم الشخصية، دائما ما كان ديل بييرو خارج السرب. تم تبديله، وازدراؤه أحيانا، وعلى الرغم من مشاركته لدقائق قليلة في المباراة الواحدة فإنه لم يضع كرامته مقابل مصلحة الفريق. حينما ينزل أليساندرو إلى الملعب خلال سير المباراة، يكون تصفيق الجماهير قويا جدا، مفعما بالحب وإنما أيضا بالاحترام والتقدير لما قدمه وأنجزه بقميص اليوفي. فهل يريد نادي يوفنتوس حقا الآن التخلص من رمز إيجابي ومعشوق هكذا؟

وقد أظهر وصول أنطونيو كونتي، وهو أحد رموز اليوفي القدامى، كم يمكن للاعب معشوق ومحترم سابق قيادة وإمساك أكثر الجماهير تعصبا أيضا. ولم يتعرض الفريق هذا الموسم لحظات أزمة صعبة، وكانت العلاقة بين الفريق والجماهير مثالية. لكننا جميعا على قناعة أن كونتي، لما يملكه من حضور يؤثر في المحيطين، كان ليتمكن من إدارة أصعب المواقف أيضا بنجاح.

كان من الأجمل أن يسير أندريا أنييللي على الطريق الذي رسمه جياني أنييللي، رئيس النادي التاريخي. لم يكن المحامي، كما كانوا يلقبونه، في حاجة لمراكز أو مناصب في النادي، لكن فطنته وعبقريته وقيادته الفطرية حملته لاختيار بطل سابق، تعشقه الجماهير وتحترمه مثل بونيبرتي في المنصب الأرفع، ولم يكن لدى المحامي تخوف أن يتم انتقاده من أحد، وكان واثقا من نفسه وذكيا كي يخشى حماقات مشابهة. يعد ديل بييرو إرثا للكرة الإيطالية ومن يعشق كرة القدم ربما يود رؤيته لسنوات كثيرة أخرى في الصف الأول، ليس كثيرا في منصب فني وإنما لتولي منصب إداري لرؤيته يوما في قمة الكرة الأوروبية والعالمية، حيث لا تحضر، للأسف، أي شخصية إيطالية، وحيث يتم تحقيق مصالح إيطاليا.