الهلال بعيون لطف والغشيان

موفق النويصر

TT

حواران تلفزيونيان يفصل بينهما نحو 18 شهرا، الأول مع فهد الغشيان لاعب الهلال والمنتخب السعودي السابق لقناة «العربية» عبر برنامج «في المرمى»، والآخر مع زميله محمد لطف لقناة «روتانا خليجية» عبر برنامج «الملف الأحمر»، أظهرا جانبا من صورة البيت الهلالي، كما يراها الاثنان بعد مغادرتهما الفريق لأسباب مختلفة.

الغشيان الذي استهلك دقائق حواره العشر في ترديد كلمات «معفن» و«تافه» و«نفاق» و«منافقين»، ألقى بلائمة غيابه عن خارطة الكرة السعودية في وقت مبكر إلى عدم رغبته في ممارسة المستديرة وسط أجواء غير احترافية كانت تحيط به، كما وصفها، بالإضافة إلى عوامل أخرى رفض تسميتها، ولكنه لمح إلى أنها إدارية.

في المقابل حمل محمد لطف مسؤولية تنسيقه من الفريق إلى فهد المصيبيح عضو مجلس الإدارة الأسبق، لأسباب شخصية لا علاقة لها بالجوانب الفنية، مستدلا على ذلك بالاستغناء عنه خلال فترة تدريب الهولندي أديموس، الذي لم يره أو يتمرن معه نهائيا.

حوار لطف الأخير صنفه بعض الهلاليين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أنه مدفوع للإساءة للكيان الهلالي، فيما رأى فيه آخرون تسخينا لحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وآخرون اعتبروه قمة الجحود من لاعب لم يقدم نفسه بالشكل اللائق، على الرغم من الفرص الكثيرة التي منحت له، فقرر أن يعود للأضواء من الباب الخلفي، عبر الإساءة لبعض رموز الهلال.

شخصيا لم أجد في حوار لطف أي جديد يستحق الذكر، كونه كرر ما سبق أن ذكره في حواره لصحيفة «الرياضي» عام 2003، باستثناء حديثه عن خالد عزيز وعبد الله الجمعان وارتباطهما برئيس ناد شهير سافرا معه مرارا قبل مباريات مهمة للفريق، بالإضافة إلى بعض الأمور الخاصة بسامي الجابر الإداري وليس اللاعب، على الرغم من أنه لم يلعب تحت إشرافه.

الأكيد أن أسماء هلالية كثيرة مثل صالح النعيمة وفهد المصيبيح ويوسف الثنيان وسامي الجابر ونواف التمياط وسعد مبارك ومحمد الدعيع، نجحت في حفر أسمائها في الذاكرة الرياضية بمستوياتها وأخلاقياتها العالية، في حين أن آخرين اختفوا عن المشهد الرياضي، لا لنقص في موهبتهم الكروية، ولكن لعدم تقيدهم بالسلوكيات والقواعد التي تسمح لهم بالاستمرار في الملاعب كنجوم.

ولذلك فإن أي حديث يصدر عن هؤلاء لمحاولة الانتقاص من جهد أو عمل الناجحين، أو بإلقاء اللائمة لفشلهم على الآخرين، فما هي إلا محاولة يائسة لحجب الشمس بغربال، كون الأسماء المستهدفة ما زالت تقدم نفسها بشكل جيد، وتحصد النجاحات تلو الأخرى من مواقعها الجديدة، فيما الأخرى أصبحت في طي النسيان.

* آخر الكلام

* كإعلامي في هذه المهنة منذ 20 عاما، أقدر بشدة نجاح الزملاء الصحافيين في استنطاق شخصيات شهيرة أمورا قد تكون صادمة للمتلقي، ولكن ما يصيبني بالحيرة في أحيان كثيرة هو عندما يسقط هؤلاء في فخ «السبق الصحافي» على حساب الحقيقة الكاملة، كما هو الحال في حوار الغشيان ولطف، عندما فرح مسؤولو القناتين بكم الشتائم التي كالها اللاعبان لشخصيات اعتبارية في ناد عريق كالهلال، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء استيضاح رأيهم، كما يقول بذلك العرف الصحافي.. فمتى نتعلم أن نؤدي عملنا على أكمل وجه دون أن تحركه الميول والمشاعر؟

[email protected]