غول التغيير

فيصل أبو اثنين

TT

تقول النظرية الإدارية الحديثة «إما التغيير أو الفناء»، وهذا يتطلب التعايش مع المتغيرات والمخاطر العالمية والدولية الكثيرة التي تواجه كل منظمة على حدة، وهو ما يجعل كبار المسؤولين في تلك المنظمات يعتمدون بشكل مباشر على المتميزين من الخبراء والعلماء في رسم السياسات المستقبلية لمنظماتهم، وتجنبهم المخاطر التي ربما تؤخرهم أو تقضي على مستقبلهم، وهذا يكلف تلك المنظمات الكثير من الأموال والجهود للبقاء في أرض المنافسة والنجاح. ولكن لفظة «التغيير» تواجه حربا شرسة من أصحاب العقول القديمة والجامدة والمتحجرة لأنها تشعرهم بقرب أجلهم أو الخلاص منهم في عصر السرعة والخدمة المميزة والتكنولوجيا الحديثة. ولو أخذنا الوسط الرياضي كمثال وعينة لتطبيق هذا المفهوم، لوجدنا العجب العجاب، فنحن الوسط الأكثر جدلا وكلاما من كل الأوساط الأخرى، مع منافسة شرسة مع قطاع الأسهم من دون منهجية واضحة أو خطط مستقبلية بينة أو هدف معلن يراد تحقيقه، فالعمل في الوسط الرياضي يتطلب معرفة شخصية بسيطة تنقلك للواجهة وتصبح الرياضي «الأميز»، حتى لو لم تطأ قدمه أرض الملعب أو يتمرس في العمل الرياضي، ويكون هو الذي يخطط ويقرر ويعلن، حتى يكون هذا القرار وبالا على الرياضة، وتدمر مخرجاته بصيص الأمل في مستقبل مشرق، وبعد ذلك يعود لبيته مكرما معززا ويترك تلك المنظمة تتخبط يمنة ويسرة ومعها قلوب وعشاق تلك المستديرة تغلي وتزبد وترعد، وتقلل من مكانة وسمعة الرياضة السعودية في المحافل والمناسبات الإقليمية والدولية. فالتغيير سنة الحياة، والواجب التعايش مع تلك المتغيرات بكثير من الحنكة والحكمة لتطوير الرياضة السعودية وتحسين مخرجاتها، وهذه أمانة في أعناق المسؤولين عنها، ومقارنتها بالكثير من دول الجوار التي طورت العمل الإداري وحسنته حتى تجاوزتنا وأصبحت رائدة في ذلك المجال، بل أصبحنا نستفيد ونتعلم منها على الرغم من ريادتنا وأسبقية تطورنا عنهم بعشرات السنين. فالرسالة واضحة ومبسطة وخفيفة لكل من يعمل في المجال الرياضي أو في المجالات الأخرى، فأنه إذا لم يكن قادرا على التعايش مع المتغيرات والتحولات الكثيرة والمتنوعة، فعليه ترك المجال حالا وترك الفرصة لغيره من الجيل الجديد المتعلم الذي بدأت طلائعه تعود من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث مسلحين بالعلم والاحتكاك بالمجتمعات المتقدمة، وجاهزين لتولي المهمة للقيادة وإحداث التغيير المطلوب، والمنافسة مع الدول المتقدمة، والخروج من دائرة التقليد والتخلف والتراجع.

بالزاجل

- أحسنت لجنة الحكام صنيعا بالإصرار على التحكيم المحلي في بطولة الأبطال، وتجنب ضغوط الأندية لطلب الحكام الأجانب، بعد الأخطاء الفادحة التي حدثت منهم في تحكيم أهم مباريات الدوري السعودي، ونجاح باهر للحكام السعوديين حتى الآن.

- الحكم الأجنبي المميز لن يحضر مبارياتنا لأنه سيكون مطلوبا في بلاده أو البطولات الدولية، وسترسل لنا الاتحادات الأخرى الحكام المستجدين أو المعاقبين!

- الكلاسيكو السعودي بين الهلال والاتحاد أثبت تدهور الكرة السعودية وتراجعها الخطير، فأكبر الفرق تعاني بشكل كبير من ندرة المواهب والمستقبل المظلم!

- كثرة البطولات المحلية تستنزف المال والجهود وتقلل من المتابعة والحرص عليها؛ لذلك إلغاء بعضها ودمج الأخرى الحل الأمثل لتطور اللعبة.