الكأس العربية «ضد».. التحديات العربية!

هيا الغامدي

TT

ما إن تبرز منافسة عربية بالساحة الكروية العربية إلا وتظهر معها الحساسيات المثيرة لغبار الأتربة القومية المعهودة مسبقا، ولأنه لا مجال لتسييس فكر الكرة كما أنه من غير الواضح الوصول لمؤشر قريب على ترويض السياسة العربية «إلا» من رحم ربي!

فبالتالي تأتي كأس العرب 2012م المقرر إقامتها بأطهر البقاع بجزئها الغربي (جدة/ الطائف) بالقرب من نقطة ارتكاز المشاعر المقدسة وهو الهدف الاستراتيجي الذي حرصت اللجنة المنظمة للبطولة على التقاطه، أضف إليها إعادة وهج الحياة للمنافسة «العربية.. العربية» التي قطعت دابر وصلها الظروف المختلفة ومن بينها وأبرزها عدم الثقة بجدوى البطولة كاستحقاق كروي شرق أوسطي.

ما من شك بأننا كنا قد افتقدنا حمى المنافسة العربية والتي فقدت بريقها وأهميتها مع تهميش /تحقير/ تصغير أصحابها مع أني ضد هذا الفكر ولا أعلم من يوافقني من أصحاب الرأي غير أني سأكتفي بدعم واهتمام وحرص ورعاية الاتحاد العربي لكرة القدم ممثلا بالأمير نواف بن فيصل رئيسه الذي واصل مسيرة الاتحاد خلفا لوالده رحمة الله عليه فيصل بن فهد وعمه الحاضر الغائب الأمير سلطان بن فهد وما حفلت به رئاستهما من جهود مختلفة ودعم مستمر، وصولا لنواف.. المستقبل العربي! وبصراحة منذ أن تجمدت الدماء العربية بعروق المنافسات بالمنطقة لم يعد هناك مستوى حقيقي وجاذب للكرة العربية بالمنافسات المختلفة ومن بينها القارية والعالمية، فمنطقيا من الصعوبة القفز على حواجز الأشياء ما لم تمتلك المسافة المتتالية الزمنية كسلسلة تأهيل مستمرة، البروز والمشاركة الدولية (العالمية) أو المونديالية بحاجة لوهج تفوق قاري، والتفوق القاري يحتاج لجسر إقليمي للعبور إليه من بوابة الجدوى المحلية ومن غير المنطقي القفز المباشر من المرحلة المحلية للقارية والعالمية دون المرور على المحطة الإقليمية (العربية) إنها منظومة يا هؤلاء فلا تبتروها!

ما يعيب البطولة ويضعفها هو اختيار التوقيت الزمني الذي أظنه غير متوافق مع جميع المنتخبات وأولهم كرتنا المحلية مع كثرة منافساتها وتداخلها وجرعة الاستهلاك والإنهاك التي يتعرض لها اللاعب الدولي، والتي تحتاج من القائمين على جدولة المسابقات أخذ ذلك بعين الاعتبار وعدم اكتفائها القيام بدور البطولة بكل مرة تخرج منها الكرة السعودية من الاستحقاقات «صفر اليدين»...!

* أتساءل لماذا تم رفض مشاركة المنتخبات العمرية من قبل الاتحاد العربي فما أحوجنا لمشاركة منتخب بعيد عن الاستنزاف/ الاستهلاك البدني النفسي الذهني والفني من العناصر التي لم تجد طريقها للمشاركة الموسم الحالي... ولكن؟!

* وإلى متى ستستمر الكاريزما العربية الذهنية أسيرة لفكر الاتفاق على ما لم تتفق عليه، وأعني هنا صور وأشكال رفض المشاركة بالبطولة من قبل بعض المنتخبات، والأسوأ النظرة الفوقية للبعض وإصرارها على إبعاد المحترفين والمشاركة بالمحليين!! (فقط) تخيلوا كم المزايا الفنية التي تجمعها خلاصة الكرة (الأفروآسيوية) من خلال هذه البطولة على الرغم من تقزيم البعض لها وتهميشها!

* أتساءل هل ستكتفي إدارة شؤون المنتخبات بعيدا عن الدور المفروض القيام به بمعية ريكارد وتحقيق النتائج الإيجابية داخل الميدان القيام بدورها الإنساني وخدمة المجتمع من خلال دعم تحركات مدربها كمواطن إعلان عن القائمة والتي اختارت لها بالغد مركز الأمير سلطان للعلوم والتكنولوجيا بالخبر (ساتيك)؟!

[email protected]