كعادته في أحاديثه الصحافية يقنعك سامي الجابر، مدير عام الكرة بنادي الهلال، برؤيته التي يؤمن بها، أو على أقل تقدير يتبناها، كما في حواره التلفزيوني الأخير مع الزميل ماجد التويجري لبرنامج «إرسال» الذي يعرض على قناة «الرياضية» السعودية.
الجابر الذي أرجع مستويات فريقه المتذبذبة إلى أخطاء وقعت فيها الإدارة، بدءا من تأخرها في التعاقد مع جهاز فني مرموق، وانعكاس ذلك على معسكر الفريق الإعدادي في بداية الموسم، مرورا بمجانبة التوفيق لبعض اللاعبين الأجانب، وانتهاء بعدم اكتمال عقد اللاعبين المحليين لفترات طويلة، إما بسبب المشاركات المتعددة للمنتخبات الوطنية أو الإصابات، مما سبب هذا الظهور غير المقبول لأنصار الهلال، وإن كان يعتقد أن الفريق لم يكن بذلك السوء الذي يتم الحديث عنه.
ويستدل الجابر على ذلك بتحقيق الفريق لبطولة ولي العهد، ووقوفه على مقربة من تحقيق بطولة دوري «زين» لو وفق في الظفر بنقاط مباراتي الرائد والاتفاق كاملة.
شخصيا أحترم كثيرا العمل الذي تقدمه إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد، ولا أبالغ إذا قلت إنها مرحلة ذهبية في مسيرة النادي، ليس على مستوى البطولات التي تحققت في مختلف الألعاب فحسب، ولكن أيضا على مستوى البنى التحتية التي نفذتها، والتي جعلت من النادي نموذجا يحتذى به.
غير أن هذا لا يمنع من توجيه النقد للعمل الذي تقدمه متى ما استوجب الأمر ذلك، كتعاقدها مع مدربين من عينة توماس دول وإيفان هاسيك، ولاعبين أجانب مثل إيمانا والعربي وبيونغ سوو، بعد أن عودت جماهيرها على قامات تدريبية مثل كوزمين وغيريتس وكالديرون، ومحترفين من نوعية رادوي ونيفيز وويلهامسون ويونغ بيو، أو عندما تسمح للأجهزة الفنية بالعبث في الفريق دون حسيب أو رقيب، كما هو الحال مع هاسيك منذ توليه الإشراف على الفريق وحتى الآن.
الأكيد أن هاسيك عندما وصل إلى الرياض كان مشبعا بتصريحات سلفه «دول» الإعلامية حيال سامي الجابر، فقرر العمل بمفرده دون أن يسمح له بالتدخل في عمله، الأمر الذي انعكس سلبا على نتائج الفريق، كونه استغرق وقتا طويلا في التعرف على إمكانات لاعبيه ومقدرتهم على تنفيذ خططه، وبالتالي اختيار التشكيل الأمثل لكل مباراة.
واستمر الحال على ما هو عليه حتى فقد الفريق فرصة المنافسة على لقب الدوري، وبدأ مشواره في بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، عندما شاهدنا الجابر لأول مرة يقف في المنطقة الفنية يشارك المدرب في توجيه اللاعبين.
شخصيا عندما كتبت أكثر من مرة أن الإدارة الهلالية مطالبة بتصحيح وضع فريقها، كنت أنتظر أن يتم إقصاء هاسيك وتكليف الجابر بإكمال المهمة، كونه لم ينجح طوال فترة عمله في أن يقدم نفسه بشكل جيد أو أن يعالج المشاكل الفنية التي يعاني منها الفريق بطريقة صحيحة.
ولكن طالما أن الإدارة اختارت أن تجدد ثقتها في هاسيك وتمنحه الفرصة لإتمام فترته التدريبية، فلا بد لها من أن تدفعه للحديث والتواصل مع الجابر أثناء المباريات، ومن ثم العمل على ترميم خطوطه الخلفية، مع تدريب لاعبيه على كيفية استخلاص الكرات دون أخطاء، وبخاصة عندما تكون بالقرب من مرماه.. وبغير ذلك فأعتقد أن الفريق سائر نحو الهاوية لا محالة.