احذر يا سامي..!!

عبد العزيز الغيامة

TT

يقول المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا المحترم: «نحن فريق لا يستطيع اللعب بأساليب مختلفة.. نحن فريق لنا طريقتنا الخاصة في اللعب، والفرق المنافسة هي التي تتكيف مع هذه الطريقة.. هذه هي خطتنا وهذا هو الأمر».

أكثر ما يعجبني في مسؤولي الأندية العالمية احترامهم لمدربيهم، وأكثر ما يستفزني في فرقنا العربية، وتحديدا «السعودية»، تدخلها في شؤون المديرين الفنيين حد إجبارهم على لاعب أو لاعبين وربما نصف التشكيلة..!

أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأنا أسمع في الموسم الكروي الواحد على الصعيد السعودي إقالة عشرات المدربين، إذ تجد إدارة النادي تتعاقد مع مدربين أو 3 أو حتى 4 وكأن المشكلة في المدرب لا فيها أو في الفريق؟

لماذا ظل عميد المدربين العالميين السير فيرغسون مدربا لمانشستر يونايتد منذ عام 1986 وحتى الآن؟.. ولماذا بقي الفرنسي العريق والمحنك فينغر مدربا للآرسنال منذ منتصف التسعينات.. أتدرون لماذا؟

في رأيي، الأمر يعود لسببين؛ أولهما أن إدارتي الناديين تحترمان مسمى وظيفة «مدرب» ولأن الإدارتين تعرفان ماذا تريدان من فيرغسون وفينغر وهما يمنحانهما كافة الصلاحيات والسلطات الخاصة بإدارة الفريق.

إنها منهجية فنية عامة تسير عليها الفرق العريقة، ولنا في برشلونة مثال صريح على هذه المنهجية التي تبدو خاصة للفريق الكبير الذي يتألق وبشكل لافت مع مدربه، الذي أعلن «الرحيل» أمس بعد نحو 4 أعوام من الإبداع والتميز مع «الفريق الكتالوني»..!

لاحظوا بديل غوارديولا من هو؟.. إنه المساعد الذي ظل يتعلم من زميله الكبير «بيب» منذ عام 2008، وحينما وجدت إدارة برشلونة أن الفرصة حانت دفعت بتيتو فيلانوفا مدربا جديدا ورسميا للفريق ليواصل مهمته.. إنه يعرف المنهجية التي تسير عليها الكرة البرشلونية، فلماذا يبحثون عن غيره.. إنه يعرف «الخلطة السرية»، فلماذا يضيعون وقتهم بمدربين آخرين!

السؤال الأهم هو ما يحدث في أوروبا، لماذا لا يحدث في السعودية.. في الخليج.. في كل الدول العربية.. ؟!

حينما تبحث عن الأندية السعودية لا تجد إلا ناديا واحدا تحترم فيه إدارة النادي مدرب فريقها.. إنه الفتح الذي ظل واثقا ومحترِما مدربه التونسي فتحي الجبال الذي يتواصل على رأس الإدارة الفنية منذ أكثر من 5 أعوام..!

إن ما تقوم به إدارة الفتح مثال رائع للإدارة الرزينة، العاقلة، المتفهمة، المستوعبة لعمل المدير الفني الحقيقي.. لا تدخلات.. ولا محسوبيات.. ولا محاولات لفرض لاعبين.. هو من يختار الأجانب وهو من يحدد حاجة الفريق وليس كما تفعله الإدارات الأخرى كبيرها وصغيرها..!

ليس عيبا أن يذهب اتحاد الكرة، من رئيسه وحتى أصغر موظف في إدارة المنتخبات ومعهم في ذلك كل رؤساء أندية زين المحترفة، للجلوس مع رئيس الفتح ليتعلموا منه «الصبر» على المدرب وكيفية تعلم كيف يختارون مدربيهم.. عليهم أيضا أن «يخجلوا» من آلية الاختيار التي لا نعرف إلى أين تسير بأندية البلاد..!؟

كل سنة مدرب.. كل بضع مباريات مدرب.. إنها مرحلة يجب علينا أن نتجاوزها.. أن نعي سلبياتها.. أن نفهم أن ما مضى بمثابة عبر ودروس يجب استيعابها حتى نكون أفضل في المستقبل..!

قبل الختام.. أحذر وأحذر ثم أحذر سامي الجابر بأن يمسح «صورته وهيبته» التي صنعها لاعبا وإداريا في تسلم مهام تدريب الهلال في الفترة الحالية.. عليه أن يتعلم «التدريب» أولا ثم يفكر في أن يكون مدربا..!

نعم يا سامي الجابر.. ستكون مدربا ناجحا ولكن ليس الآن.. ستكون مدربا كبيرا ولكن لم يحن الوقت بعد.. عليك بالتعلم من كبار المدربين ثم لتبدأ مع فريقك أو غيره هنا أو في الخليج أو في أي مكان.. ولكن انتبه الآن من تضييع «اسمك» تحت ما يسمى «المدرب البديل» لتكون في النهاية كغيرك مجرد «طوارئ»، حالك كحال كل المدربين «الوطنيين» الذين أضاعوا هيبة ما يسمى «المدرب».. إنه تحذير فهل تعمل به!

[email protected]