شباب أم نصر؟

مسلي آل معمر

TT

يبدو أن الشباب قد استهلك من طاقته الكثير هذا الموسم، فالتركيز الذهني والبدني للاعبيه خلال مباراة الذهاب أمام النصر الأسبوع الماضي لم يكن على ما يرام. بدا اللاعبون وكأنهم لا يريدون شيئا بعد تحقيق البطولة الأقوى، لذا ظهر الفريق بمستوى أقل مما قدم في المباريات الكبيرة هذا الموسم.

من وجهة نظري الخاصة أن بطل الدوري هو أكثر الفرق ثباتا واستقرارا فنيا هذا الموسم، بل هو الفريق الذي تشعر أنه يملك هوية واضحة داخل الملعب بفضل النهج التكتيكي الذي فرضه البلجيكي برودوم واستوعبه اللاعبون جيدا. وفي هذا الجانب يمكن القول إن لاعبي الليث آمنوا بقدرة مدربهم وكفاءته العملية فاستوعبوا محاضراته، كما أن المدرب البلجيكي وجد عناصر ذات مهارات مميزة فرسم النهج الملائم لهم، واستطاعوا تطبيقه بسهوله بفضل مواهبهم.

إن السر في نجاح المدربين من عدمه محفوف بعوامل عدة، فلا يمكن لمدرب أن يحقق النجاحات ما لم تكن لديه العناصر الجيدة، كما لن يحقق أي فريق النجاح إذا لم يكن المدير الفني مقنعا للاعبين بفكره الكروي وشخصيته، وهنا أظن أن الشخصية أمر مهم للغاية، فالمدرب يقود مجموعة من البشر في منافسة تعتمد على القوة، والحماس والأمور المعنوية، وهذا يعني أنه متى وجد القيادي الذي يدفع اللاعب لتقديم طاقته القصوى، زادت احتمالية النجاح.

بكل المقاييس الفنية يعتبر الشباب أقوى من النصر هذا الموسم، لكن مباريات الكؤوس أحيانا تأتي نتائجها معاكسة للمعايير الفنية، فالأهلي قدم في دوري العام الماضي أسوأ نتائج له منذ فترة طويلة، لكنه في نهاية الموسم طار بالبطولة الأغلى وتأهل إلى دوري أبطال آسيا، فهذه البطولة هي منافسة الجولات الخمس، من تبتسم له القرعة مع قليل من التركيز والحظ، فقد يجد نفسه متوجا بكأسها.

أعود إلى المعايير الفنية وأقول إن النصر ليس بذلك المرشح القوي للكأس إذا ما اعتمدنا عليها (أي المعايير الفنية) في التحليل، فالفريق لا يزال يحتاج إلى عمل كبير ليقدم نفسه منافسا، والفوز على الشباب في مباراة الذهاب لا يعني أن الفوز كان ناتجا عن القوة الفنية، بل جاء لأن الشباب لم يكن في يومه ولا مستواه المعهود.

كما ضربت مثلا بالأهلي في الموسم الماضي، لا يمكننا أن نقول إن فوز النصر ببطولة الموسم الختامية أمر مستحيل، لكنني أصنفه بالصعب للغاية إذا ما كانت المعايير الفنية هي الفيصل.