الشريان مع الربيعة.. كشف السر الخطير!

صالح بن علي الحمادي

TT

في برنامجه التلفزيوني على «mbc» كشف زميلنا «العود» المتجدد «دائما» ما شاء الله، داود الشريان سرا «خطيرا» قد يستفيد منه مسيرو الاحتراف الكروي السعودي أيما فائدة.. وربما كان من خلاله حل عقدة فشل المحترفين السعوديين في الحصول على عقود احترافية أوروبية مشابهة لما يحصل عليه اللاعبون الأفارقة أو الآسيويون، بل حتى بعض اللاتينيين المغمورين جدا!

وأنا أتابع (باهتمام) حوار داود مع وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أعجبني المحاور وهو يكشف بالأسماء للوزير الأطباء الذين فضلوا العمل خارج المملكة العربية السعودية (في شتى بلدان أرض الله الواسعة)، لأسباب ترتبط بكادر وظيفي «مالي» يساوي بين الأطباء بحيث أصبح المتميز «جدا» منهم - حد التفوق - لا يحصل في بلاده (السعودية) على حتى نصف ما يعرض عليه من دول أجنبية أو حتى خليجية.. وهكذا «ذهب» العديد منهم للعمل خارج البلاد (مكره أخاك الطبيب.. لا بطل)!

يا سادة ويا أحبة ويا كرام.. بل يا كبار صناع القرار في بلاد الحرمين الشريفين.. ما دمنا «قد» وضعنا سقف رواتب للدكاتره والأطباء والطبيبات من باب العدل والإنصاف «أو هكذا» تعتقد وزارة الصحة.. مما أدى إلى هجرة الأطباء المتميزين لخارج البلاد!.. أليس في مقدورنا إلزام الأندية السعودية بـ«سقف» رواتب لـ«الكرونجيين» على غرار «سقف» الصحيين؟!

لعلنا نتمكن من إجبار بعض اللاعبين على الاحتراف الخارجي، فلربما أقبلت بعض الفرق الأوروبية على لاعبينا متى كانت الكلفة المادية أقل من حاضرنا، حيث يكلف اللاعب السعودي ميزانية ناديه «أو داعمه!» نحو نصف مليون ريال شهريا!

بصراحة وشفافية «وطنية حارقة»، وفي كل البلدان النامية والباحثة عن تقديم نفسها كأمة فاعلة نافعة لا مجرد «عالة» ومستهلكة.. من غير العقل دفع ستة ملايين ريال لكروي مصيره الفشل مع ناديه ومنتخب بلاده، والعجز عن دفع مثل هذا المبلغ كرواتب سنوية لعشرة من الأطباء المتميزين والمتفوقين في مجالات طبية مهمة يحتاجها كل وطن!

تصوروا.. راتب «خمسمائة ألف ريال» للكروي في الشهر.. يكفي عشرة أطباء لذات الفترة! ولكن!

وآه.. ثم آه.. من هذه الـ«لكن»!

لكن في بلاد الحرمين.. الأندية وأعضاء الشرف مستعدون لدفعها للاعبين.. أما الأطباء وغيرهم من المبدعين في مجالات مهمة بل ضرورية مقارنة بترفيه كرة القدم.. فلن يلتفت لهم أحد؟

بقي القول.. شكرا داود على كشفك سرا «عسيرا» على ضمير الاحتراف السعودي.. أما نحن فما زلنا عند رأينا السابق بضرورة وضع سقف «أعلى» للكروي السعودي محليا لا يتجاوز مائة ألف في الشهر شاملة التعليم والسكن والتأمين الطبي والاجتماعي.. كل شيء في هذه المائة الشهرية.. وتراها «واجد»!

[email protected]