تخصيص «التعليق الرياضي»

موفق النويصر

TT

حوار ساخن أداره الزميل تركي العجمة عبر برنامج «كورة» على «روتانا خليجية»، مع المعلق الرياضي الإماراتي عدنان حمد، تطرق فيه لحالة الشد والجذب الحاصلة بينه وبين بعض الإعلام الرياضي السعودي، على خلفية تعليقه على مباريات في البطولات المحلية، ومحاباته لبعض الأندية على حساب الأخرى.

الحوار الذي أظهر انقسام الشارع السعودي، بحسب العجمة، إلى طرفي نقيض حول حمد، تزامن مع تغريدات متشنجة تبادلها عبر «تويتر» الإعلامي الإماراتي عامر عبد الله وإعلاميون سعوديون، حول برنامجه الأخير «في ملعبهم» الذي تبثه قناة «روتانا خليجية» أيضا.

الأكيد أن البعض يحمل التعليق الرياضي أكثر مما يحتمل، كأن يلقي عليه تبعات خسارة فريقه، كما يحدث من بعض الجماهير ومسؤولي الأندية، عندما لا يجدون من يحملونه تبعات خسارتهم، فيصبون جام غضبهم على معلقي المباريات، متهمين إياهم بمحاباة الفريق المنافس، وكأن المحاباة هي السبب في هزيمة فريقهم.

غير أن هذه الحالة «الشاذة» يجب أن لا تثنينا عن توجيه النقد للتعليق الرياضي الذي تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة، مع بعض الأسماء الحالية، عما كان عليه الحال في الماضي، عندما كانت تداعب مسامع المشاهدين قامات إعلامية مثل علي داود ومحمد رمضان ومحمد البكر والراحل زاهد قدسي.

المشكلة التي لم يلتفت لها القائمون على التعليق الرياضي، هي أن معظم المعلقين الحاليين ما زالوا يعتمدون ذات الأسلوب الذي كان مخصصا للنقل الإذاعي، عندما كان المشاهد يحتاج إلى سماع كل تفصيل في المباراة حتى يعيش أجواءها، ناسين أو متناسين أن المشاهد الحالي أصبح يتابع المباراة بعشرات الكاميرات التلفزيونية، التي تغنيه عن ألف وصف يقدمه المعلق.

الأمر الآخر الذي غفل عنه المسؤولون، هو عذوبة الصوت وحسن مخارج الحروف لدى المعلق، وهو ما يشكل عائقا أمام الكثير من المشاهدين في تقبل معلق ما أو رفضه، ناهيك عن بعض السقطات التي يقع فيها بعضهم من مداهنة ممجوجة لرؤساء أندية معينة والتغزل فيهم، في مشهد لا يليق بهم.

في حديث سابق مع مسؤول كبير في القناة «الرياضية» اشتكى من هجرة الكفاءات السعودية، سواء كانوا معلقين أو مخرجين أو مقدمي برامج أو معدين أو فنيين، إلى القنوات الخليجية الأخرى تحت ذريعة الإغراء المالي، وكان جوابي له أن هذا هو قدر المؤسسات الكبيرة، أن تظل تعمل وتنتج طاقات تستفيد من بعضها، ويفيد بعضها الآخر قطاعات أخرى.

وطالما أن السباق المالي حاضر وبقوة في القطاع الإعلامي، فهي مخيرة بين أن تدخل هذا السباق وتدفع مقابل الحفاظ على كوادرها المميزة، أو أن ترضى بالأمر الواقع وتمارس دورها الاجتماعي في إنتاج هذه الكوادر وتغذية السوق بها، خاصة أنها جهة حكومية غير ربحية.

شخصيا أجد نفسي ميالا إلى تخصيص قطاع «التعليق الرياضي» من خلال شركة متخصصة تعمل على تدريب وتأهيل من يمتلك مقومات التعليق، ومن ثم تعاقد هذه الشركة مع قنوات رياضية متخصصة لنقل مبارياتها بأصوات هؤلاء المعلقين، وفق أحدث الأساليب المتبعة في الاستوديوهات العالمية.

وإلى أن تجد هذه الفكرة من يتبناها أو أن يتقدم آخرون بحلول ذات جدوى أكثر، آمل أن تمنحنا القنوات الرياضية السعودية خيار مشاهدة المباراة بصوت معلقين منفصلين، أو تخصيص إحدى القنوات السمعية لأصوات الجماهير فقط.

[email protected]