كأس العرب.. من أحياها ولماذا؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

يبدو أن قدر الكرة السعودية أن تواصل تضحياتها لأهداف أراها «انتهت» وباتت غير مشروعة في الفترة الحالية، وإلا فهل يمكن أن نواصل المشاركة في بطولات عفى عليها الزمن وبات يفترض أن يغلق بابها لسبب وحيد فقط هو أن الوضع لم يعد يحتمل والجدولة السنوية باتت غير قادرة على إقامة مثل هذه البطولات التي لا تعترف بها أعلى سلطة كروية في العالم..!

قلت منذ سنوات وما زلت أقول: لماذا نشارك في هذه البطولات؟! ولماذا تقام مثل هذه المشاركات في «الأوقات السيئة» إما في مواعيد إجازات اللاعبين بعد موسم شاق ومرهق أو في منتصف الموسم حيث ذروة المنافسات الكروية لمسابقاتنا المحلية؟! كانت تساؤلات، لكنني لم أجد إجابات حقيقية وشافية، لسبب وحيد هو أن المسؤولين أنفسهم لا يملكون الإجابات ولا شيء من ذلك؟

منذ عام 2002 وكأس العرب غائبة عن الأنظار.. لا حضور لها ولا وجود، لكن المسؤولين في الاتحاد العربي لكرة القدم الذين عاشوا نحو عامين بلا «وجود» أرادوا أن يزاحموا الاتحادات الرسمية، محلية كانت أو قارية أو حتى دولية، ببطولة «نسيها» الناس، فأحيوها في وقت صعب ومحرج ويهدد مسيرة الكرة السعودية التي لا تزال «مريضة» وتعاني بسبب فشل المسؤولين في الارتقاء بها أو التخطيط لعلاجها..!

لماذا كأس العرب الآن؟! ولماذا لم تبادر أي دولة أخرى لاستضافتها.. أتدرون لماذا؟ لأنه لا أحد يريدها..!

حتى تتغلب الكرة السعودية على «مجاملاتها» التي لا تنتهي، شكلت أعدادا من المنتخبات وأطلقت عليها المنتخب (أ) و(ب)، والأولمبي، ومنتخب مزيج بين (أ) و(ب) وأولمبي، لدرجة أن الجماهير باتت لا تعرف هوية هذا المنتخب ومدربه ومديره الإداري..!

اللاعبون السعوديون كلهم مجهدون بسبب موسم شاق.. موسم غير منظم.. حينما ترتفع وتيرة المنافسات يتوقف فجأة لأسباب بدائية كمعسكر استثنائي في أستراليا لخوض مباراة واحدة، وبطلب من الاتحاد لا المدرب، وهذا المعسكر يمتد لنحو أسبوعين، مع العلم أن أستراليا نفسها استعدت لمواجهة الأخضر لثلاثة أيام فقط.. نعم، لقد تجمعوا الأحد وواجهوا المنتخب السعودي الأربعاء واكتسحوه بالأربعة.. إنها الاحترافية لا البدائية.. لا العشوائية.. لا الفوضى التي «هرمنا» ونحن نسير عليها دون توقف..!

بصراحة أكثر.. ربما أكون الأول الذي أقولها.. لقد مللنا من شعارات «العرب».. قبلناها في سنوات مضت.. قبل عقود.. لكنها لم تعد مجدية الآن.. لماذا كأس العرب؟! ولماذا كأس الخليج ما دامت المنتخبات السعودية تلتقي نفس هذه المنتخبات في آسيا والعالم وغيرها؟! إنها مجرد مضيعة للوقت وإهدار للمال وإرهاق لأجساد اللاعبين.

تصوروا في موسم الكرة السعودية المقبل.. ماذا ينتظرها.. إيقاف للدوري لشهر كامل بسبب كأس الخليج.. عودوا لعقد الثمانينات الماضي ستجدون نفس «التوقفات».. إنها قرارات تتكرر منذ تلك السنوات.. ووسط ذلك كله، نتساءل لماذا لم نتطور.. لماذا غيرنا يتقدم ونحن واقفون أو متراجعون.. إلى متى!

[email protected]