صافرة المدرجات والقاعدة رقم 5

فرانشيسكو تشينيتي

TT

النقطة الثابتة واحدة، وهي أن حكم المباراة هو وحده من يمكنه إيقاف اللعب، فلا بد من الانطلاق من هنا للبحث عن إجابات لآلاف علامات الاستفهام وآلاف النقاشات المحتدمة بعد فوز فريق أودينيزي 2 - 0 على نظيره لاتسيو قبل عدة أيام، ولفهم كيف أن بيرغونزي وزملاءه، رغم قدرتهم، يفضلون عدم قطع أبدا هجمة في ظل «صافرة» قادمة من المدرجات.

القاعدة رقم 5: التفسير غير الواضح للقاعدة رقم 5 التي تتحدث عن «تدخل خارجي» كحالة ضرورية لإيقاف كل شيء واستئناف اللعب بعمل إسقاط للكرة. وهنا يتم إرجاع الأمر إلى الإجراءات، فهناك عشرات الصافرات التي تهطل من المدرجات في كل مباراة. والبدء في إيقاف اللعب قد يثير رد فعل متواصلا، حيث سيحل الجماهير محل حكم المباراة حينما يقترب لاعبو الخصم من منطقة الجزاء، وقد يشعر اللاعبون بحقهم بالتوقف مع كل صافرة مشكوك فيها. الخلاصة، قد يجد الحكم نفسه أمام تمييز «الحس الطيب» من الماكر الذي يثير بلبلة. من دون أن ننسى الإشكاليات بشأن القرارات المتباينة المحتملة، ففي استاد يتم إيقاف اللعب، وفي آخر يستمر. هذا هو السبب وراء تفضيل الحكام تطبيق الإمكانية الأخرى التي تتيحها اللائحة بشأن الصافرات القادمة من الجمهور، والخاصة بتأكيد الحكم سلطته وحث اللاعبين بإشارات واضحة على استئناف اللعب، كي لا يتوقف اللعب. مثلما فعل بيرغونزي في أوديني.

حالات افتراضية: لكن هل القاعدة رقم 5 مجرد كلام نظري إذن؟ التوصيات غير المكتوبة، والتي يتمسك بها الحكام، تشير إلى حالات قصوى، من نوعية: لاعب في منطقة جزائه ومن دون ضغط الخصم يأخذ الكرة بيده بعدما سمع صافرة، فكانت لتحتسب ركلة جزاء، لكن التطور الغريب قد يحمل الحكم إلى عدم معاقبته بفضل القاعدة رقم 5. الفلسفة واضحة: من أجل تجنب اللبس، فإن المشجعين «القناصة» مستعدون لإيقاف هجمات مرتدة خطيرة (نفس الشيء بالنسبة لإلقاء الكرات في الملعب فجأة، ففي الماضي كان ينبغي إيقاف اللعب دائما، بعدها تغير الأمر، والآن من شأن حكم المباراة تقرير إيقاف اللعب لو ارتأى أن الكرة في منطقة من الملعب تسبب إزعاجا)، وهكذا كان سلوك بيرغونزي تفسيرا للقاعدة رقم 5. ويتعين على اللاعبين، قبل التوقف، التأكد أن الحكم هو من أطلق الصافرة، مثلما يتم تلقين الناشئين الصغار.