النصر.. بخير!

هيا الغامدي

TT

على الرغم من أن النصر (دوريا) لم يقدم الكثير هذا الموسم، وبقي بالمركز السابع متوسطا الفرق، فإن ما قدمه الفريق حاليا من مستويات ونتائج «فخمة» نسبيا عن سابق المواسم محل إعجاب الجميع، خاصة مع تألق ماتورانا في اختيار تشكيلته وتكتيكه الذي يتناسب مع كل مباراة بالشكل الذي أهله للإطاحة ببطل دوري زين هذا العام الفريق الشبابي، والذي أخرجه من هذه البطولة الصديقة (الصدوقة) للشبابيين كتخصص بالحصتين الماضيتين ذهابا وإيابا!

لكم تمنيت لو أن المستويات الحالية التي يقدمها «العالمي» بدأت مع بداية الموسم، ساعتها كانت تحركاته المحلية ستصبح.. «غير»! ولكن (لكن) النصر دائما ما يحضر في التوقيت المطلوب ليؤكد على مقولة الرمز الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله «النصر بمن حضر»، ومن يمثل النصر يجب أن يدرك أهمية تفعيل ذلك الشعار، وهو ما أكدته توليفة العناصر الحالية سواء من أبناء النصر أو الوافدين الجدد الذين تألقوا بحضرة «العالمي» وأبحروا بعطاءاتهم إلى حيث ترسو سفن الرباعي الأخير بمسابقة خادم الحرمين الشريفين للأبطال (الأهلي والهلال والنصر والفتح).

فمن حظ النصر (أقول حظه) أنه سيقابل الفتح، مع الاحترام والتقدير والإعجاب بمستويات ونتائج هذا الفريق المجتهد والذي يستحق التأهل للمباراة الختامية تتويجا لعطاءاته، ولكن (لكن) منطقيا الخبرة ستفرق، لصالح «العالمي» من وجهة نظري، خاصة أنها آخر بطولة بالموسم، والمتبقي لجمهور الشمس من آمال للإشراق من جديد بسماء البطولات!

صحيح أن الفتح كان قد تفوق على الفريق الاتفاقي الحصان الأسود من وجهة نظري في الموسم ككل، إلا أن النصر.. أقرب. وأجدني على القناعة ذاتها بأن طريق النصر للنهائي أسهل من غيره، وبالأخص الهلال، فإذا كان النصر واجه اختبارا صعبا واحدا متمثلا في ملاقاة الشباب، فالهلال واجه اختبارين اثنين، الاتحاد ومن ثم الأهلي المتألق صوتا وصورة، جملة وتفصيلا، هذا العام!!

وبصراحة أجدني ضد ما تحاول الإدارة النصراوية التهليل له، والتمهيد له، من مقدمات واختلاق أعذار مبكرة ومبررات مسبقة لأي انتكاسة أو إخفاق على مستوى الفريق أو المنتخب، بحجة التعب والإنهاك طوال الموسم.. فالفرق جميعها ستواجه مع عناصرها المصير ذاته، وما دام هذا هو «روتين» العمل بالمنتخب وكذلك نظام المسابقات فلا أعتقد أن تصدير آراء كهذه إيجابي في هذا التوقيت بالذات، والمفترض تضافر كل المنتمين للمنظومة الرياضية الوطنية تجاه تفعيل خطى العمل الإيجابي بالمنتخب، وإن وجدت «السلبيات» فليس التوقيت ولا الظرف مناسبين لآراء قد تفيد بتلافي مساوئ العمل الإداري أو الفني بالمنتخب في المقبل من السنوات!

النصر.. بخير!.. ما لم يبق القائمون عليه في دوامة تحديد سقف الطموحات وربطه المباشر بعنصرية لجنة «فلان»، ومحاباة لجنة «علان»، ومراقبة أحوال الجوار من سلب وإيجاب!!

النصر.. بخير!.. وسيكون أفضل لو استمر العمل الفني بقيادة ماتورانا على ما هو عليه الآن من ثقة وطموح وعمل فني تكتيكي متزامن مع البطولات والمقابلين من الفرق.

النصر.. بخير!.. ما بقي محافظا على ألق عناصره وانتقاء اللاعبين المميزين بخلاف المعتاد، وأخص بالذكر الأجانب الذين سيزيدهم تألقا وجود خبرة وذكاء الكويتي بدر المطوع.

النصر دائما بمن حضر.. والنصر دائما بخير!