من ليتشي إلى روسي.. مرحلة تعكير الصفو في «الكالتشيو»

باولو كوندو

TT

في الرواية العظيمة لكرة القدم الإيطالية دائما ما تم منح فريق ليتشي دورا معكرا صفو الاحتفالات التاريخية. في عام 1986، حصل اليوفي على ميزة من هذا الدور، لأن فوز ليتشي الذي لا يصدق على روما في عقر داره سمح لفريق تراباتوني بالانطلاقة الأخيرة نحو الدرع. وبعدها بـ26 عاما، فإن اليدين اللتين وضعهما كونتي في شعره بعد غفوة بوفون وتعادل بيرتولاتشي تجسدان جيدا حزن جماهير اليوفي. قبل جولتين على النهاية، يظل بيرلو ورفاقه الأوفر حظا لحسم اللقب، لكن هامش خطئهم تقلص إلى صفر، كما أن الطاقة التي أمسك بها الميلان، بعد ورود نبأ تعادل اليوفي في تورينو 1-1، منطقة جزاء أتلانتا لتسجيل هدف الطمأنينة هو أبرز إعلان للمعركة. غدا الأحد هناك الديربي، وبعيدا عن كل شيء مع فريق الإنتر المجروح بشدة تحديدا حينما يبدأ التفكير في إمكانية اجتياز هذه المباراة، لكن الصعوبات القادمة لا تعد شيئا مقارنة بانعدام التطلعات حتى ضربة ليتشي القوية. إن النهاية الدرامية ليوم الأربعاء، والتأكيد بهدف التقدم الثاني عن طريق روبينهو، يشيران إلى أن الميلان عاد للمنافسة.

في خضم خيبة الأمل الحالية، سار ديل بييرو، كقائد حقيقي، بطول الملعب في طمأنينة للرفع من روح بوفون، وفي هذه الفعلة لم تكن هناك مساندة واضحة فقط، وإنما الاعتراف بما قدمه الحارس هذا الموسم أيضا، والذي إلى الآن في مستوى أفضل مواسمه. لقد كان ملحوظا كيف كانت أمسية غريبة بالنسبة لجيجي، مع بعض الأخطاء القليلة التي نادرا ما رأيناها في مسيرته، لكن بعد فرص التقدم المريح 2-0 في الشوط الأول وطرد كوادرادو، كان الشعور هو أن اليوفي هذا، الأقل قوة من المعتاد، قد حقق تقريبا 3 نقاط أخرى. وهذا خطأ. حينما يتعلق الأمر بليتشي فإن شيئا ما قد يحدث دائما، وبغض النظر عن خطأ بوفون الحاسم، فإن الأمر يرجع لفريق كوزمي، القادر على عدم الاستسلام مثلما يقول الجميع، لكن ليس الجميع يفعل. لا تزال النجاة من الهبوط أشبه بقمة إيفرست، أيضا لصعوبة أن يرى من أوشكوا على النجاة مجددا، لكن الدرس الذي يلقنه هؤلاء اللاعبون وهذا المدير الفني لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لم ينسه أحد أبدا. رغم حفظنا جدول المباريات عن ظهر قلب، فإننا بعد هدف بيرتولاتشي ركضنا جميعا لرؤيته، حيث يذكرنا اليوفي بلاعب التنس الذي كان يلعب والنتيجة 40-15 وصارت 40-30. فما زالت لديه كرة طيبة على المضرب، ويتوقف الأمر عليه ألا يخسرها، وهي ميزة لا تقدر بثمن إلا أنها مسؤولية ثقيلة في الوقت ذاته. سيواجه اليوفي كالياري في تريستي وأتلانتا على ملعبه، وهما خصمان يمكن التغلب عليهما بسهولة لكن شريطة أن يحافظ على هدوئه، كما ستكون الأيام المقبلة في فينوفو من نصيب من فاز أكثر خلال مسيرته، من بيرلو إلى ديل بييرو وإلى بوفون نفسه لأن أعصاب من ينافس على أول إنجاز له ولا يمكنه بعد لمسه، قد تقوم بمزاح سيئ.

لقد تجاوز الميلان الأزمة البسيطة التي تعرض لها في منتصف الربيع، ولا يمكنه سوى الفوز في الديربي (ثم يواجه نوفارا على ملعبه)، وسيجد أمامه فريق إنتر تراجع مجددا في الترتيب، ومن الصعب أن يفكر نابولي وأودينيزي في التوقف مرة أخرى لانتظاره. كما لم تنتظر حتى عائلة ديللا فاللي المالكة لنادي فيورنتينا لإقالة ديليو روسي بعد الحماقة التي ارتكبها مع ليايتش، بصفعه على وجهه لاعتراضه على التبديل، فقد كان ممكنا أن تصير هذه أمسية بقاء الفريق في الدوري، لكن هذا الاحتفال أيضا تم تعكير صفوه. من المحزن أن شخصا بارعا مثل روسي يتورط في القصة السيئة هذه، لكن التحكم في الأعصاب ليس خيارا. من السليم هكذا.