هل يتحمل بوفون وحده مسؤولية التعادل مع ليتشي؟

أندريا مونتي

TT

يبدو من السهل الآن أن يصب الجميع الاتهامات على رأس بوفون حارس اليوفي المخضرم بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه أمام ليتشي والذي كلف فريقه تعادلا مريرا في الجولة 36 من الدوري. وأثار هذا التعادل قلقا كبيرا بين جماهير اليوفي بعد أن تقلص الفارق بين فريقهم والميلان إلى نقطة واحدة قبل مباراتين على نهاية الدوري. ورغم أن خطأ بوفون لا يمكن إنكاره فإن تحليل المباراة وطريقة سيرها يؤكد أن مسؤولية التعادل لا تقع فقط على بوفون الذي أهدى بيرتولاتشي مهاجم ليتشي الكرة قبيل النهاية بدقائق معدودة ليتسبب في تعادل صاعق لفريقه. فمهاجمو اليوفي فشلوا بدورهم طوال المباراة في إحراز هدف ثانٍ رغم أن ليتشي كان يلعب بـ10 لاعبين. وعجز اليوفي بأكمله عن الحفاظ على تقدمه في اللقاء وحسمه تجنبا لتعادل مفاجئ مثلما حدث بالفعل. والمعروف أن أي فريق يكون لديه لاعب أو نجم واحد على الأقل يستطيع حسم المباريات. لكن هذا النجم يغيب عن اليوفي ويحاول النادي العثور عليه مع بداية الموسم القادم. ولا شك أن الفريق سيحتاج إليه لا سيما في ظل مشاركته في دوري الأبطال الموسم القادم وحاجته إلى المزيد من القوة الهجومية.

وعادة ما يطبق اليوفي طريقة لعب واحدة لا تتغير عندما يواجه فرقا تتميز بالأداء الدفاعي والتكدس في منطقة جزاءها. وتتمثل هذه الطريقة في بداية الهجمات عن طريق بيرلو بينما يتوغل لاعبو الأجناب في المساحات ويهاجم لاعبو الوسط في العمق ويختار بيرلو الأفضل لتمرير الكرة. وقد جاء هدف اليوفي أمام ليتشي بهذه الطريقة عندما انطلق بيرلو بالكرة ثم مررها إلى ماركيزيو في منطقة الجزاء. ورغم تحركات فيدال وكاسيريس ودي تشيلي المستمرة، لا تتغير هجمات اليوفي كثيرا وتحافظ على هذه الوتيرة المعتادة لأن المهاجمين فوتسينيتش وكوالياريللا لا يتحركان كثيرا. وقد لمس بيرلو الكرة في مباراة ليتشي 140 مرة وماركيزيو 88 مرة وفيدال 90 مرة ليكونوا بذلك أكثر لاعبي اليوفي مشاركة في الهجمات. وهو أمر طبيعي لأنهم لاعبو خط الوسط الذين تبدأ من عندهم الهجمات، لكن باقي اللاعبين كان يجدر بهم أن يكونوا أكثر حضورا ومشاركة. فلم يلمس فوتسينيتش وكوالياريلا، على سبيل المثال، الكرة سوى 43 و49 مرة، وهو رقم ضئيل للغاية.

وجاء هدف ليتشي بسبب خطأ بوفون في المقام الأول، لكنه يعتبر أيضا نتيجة لضغط مهاجمي ليتشي بيرتولاتشي وموريل اللذين ضغطا على حارس اليوفي بقوة في كرة التعادل. وكان بيرتولاتشي هو صاحب الهدف بعد فترة قصيرة من نزوله. لكن الهجمة التي جاء منها هدف التعادل كانت نتيجة لتصميم وحماس فريق ليتشي بأكمله ورغبته في التعلق بأمل البقاء في دوري الأولى رغم ضعف هذا الأمل واقتراب المباراة من نهايتها. ولا شك أن اللعب بـ10 لاعبين على ملعب المتصدر والخروج بنقطة ليس أمرا سهلا تستطيع جميع الفرق تحقيقه، لا سيما في هذه الفترة الحرجة من الموسم. وكان ليتشي بارعا حقا في تحقيق ذلك الهدف الصعب والخروج بنقطة ثمينة ستضع اليوفي في مأزق حتى نهاية الدوري.