السقوط الكبير للجنة الانضباط

عبد العزيز الغيامة

TT

«وحيث إن.. وحيث إن.. وحيث إن..»! إنها مفردات قانونية ضمنتها لجنة الانضباط في بيانها أمس لمحاولة إقناع الشارع الرياضي السعودي بأن قراراتها الصادرة بحق عضو شرف الوحدة والرئيس السابق للنادي «المكاوي» كانت مقنعة، حيث الحرمان من ممارسة العمل الرياضي الإداري لمدة خمسة أعوام بعد نحو 4 أشهر من تصريحات تلفزيونية نسبت إليه ولم تستيقظ هذه اللجنة «الموجهة والمخترقة والمدارة»، إلا حينما عاد فريق الوحدة لمصاف أندية المحترفين..!

كل الشارع الرياضي السعودي يدرك أمس أن قرارات لجنة الانضباط كانت بمثابة «السقطة» في تاريخها.. كان يفهم أنها لم تصدر من قانونيين.. كان يعلم أنها لم تكتب إلا بدوافع نابعة من قلب «!!!!!» لا يريد فرحة للوحدة..!

كان يفترض أن تبادر اللجنة المؤقتة في اتحاد الكرة ورابطة الدوري بمكافأة الفريق الصاعد إلى دوري المحترفين ماليا، بيد أنهم لم يصلوا بعد إلى هذه المرحلة وقرروا محاولة هز الفرسان بقرار لا يليق حتى وإن راق للرئيس «الحالي»..!

كانت لجنة الانضباط تقول لجمال لماذا تقول إن قراراتنا «مضحكة»..؟ لماذا تقول إن الدكتور ماجد قاروب «توارى» عن الأنظار في غرفة صغيرة في محكمة لوزان..؟ لماذا تصف اللجنة القانونية وعملها بالسخيف..؟ ولماذا ولماذا..؟!

إنها أسئلة كثيرة تصدرت بيانها أمس، لكنها لم تدرك أن كل الأندية تقول ذلك..! وأن كل الرؤساء قالوا ذلك.. وأن كل الشارع الرياضي مؤمن تمام الإيمان بأن هذه اللجنة ما هي إلا «ريموت كنترول» يعبث بها من يشاء وتحت غطاء القانون.. إنه قانون «الظلم» فمن يدفعه عنك إن كنت ضعيفا يا جمال؟!

إنها لجنة تستقوي على «الضعفاء» فقط.. يعاقبون الصغار ويتركون «المتنفذين».. وحينما يعاقبون «الكبار» يتصلون بهم هاتفيا ويستأذنوهم لمعاقبتهم «ماليا» أو «تحذيرهم» من تكرار تصريحاتهم، على الرغم من أنها «أخطر» من كلمات وتصريحات «التونسي»، ولكن لأنه جمال ولأنهم «متنفذون»، هو يعاقب بالإقصاء والإبعاد والحرمان أما هم فأمر بسيط.. إنها مجرد «ريالات» بالنسبة لهم يدفعونها كما يدفع الصغير فسحته صباح كل يوم في مدرسته..!

هل استقال اتحاد الكرة؟ بالنسبة لي لا..! من يدير اتحاد الكرة؟ هم أنفسهم «المستقيلون»..! إن ذلك يحدث في العقد الثاني من القرن الـ21.. إنها خصوصيات لا تجدها إلا هنا.. وامتيازات لا يرضاها أحد.. أي أحد.

يتهمون جمال تونسي بالعنصرية في تصريحاته، لكنهم يمارسونها في قراراتهم.. حينما يصرح مصلح آل مسلم يعاقبونه، وحينما يصرح «الكبار» بأقسى الكلمات والألفاظ يتركونهم تارة ويكتفون تارة بمجرد تحذيرات!

بين «تهبيط» الوحدة الظالم وصعوده «عام كامل» استعاد فيه حقه بالتمام، من اتحاد الكرة، ونصره الله سبحانه وتعالى؛ حيث عادوا فرحين. في المقابل لا يزال «الظالمون» يلعقون جراحهم جراء ما واجهوه من سقطات في مسيرة رياضية لا تنسى خلال عام واحد..!

[email protected]