موجة جديدة وكبيرة من التذمر طالت المواقع والمنتديات والأحاديث والسهرات حول تصدر الأندية السعودية الأربعة لمجموعاتها في دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد، وضرورة أن يكون للكرة السعودية أربعة مقاعد تلقائية في دوري الأبطال بدلا من ثلاثة ونصف.
الأكيد أن التساؤل مشروع، خاصة أننا أيضا شعوب عاطفية، فعند الفرح ننسى كل شيء وعند الحزن ننكش كل شيء.
قبل أسابيع كان الجميع يتحدث عن «نكسة الكرة السعودية أندية ومنتخبات» بعد الخروج المبكر من تصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014، وبعدها الخروج الأسرع من السباق على بطاقة أولمبياد لندن، وما بينهما وقبلهما خروج كل الأندية السعودية خالية الوفاض من دوري أبطال آسيا (في الوقت الذي توج فيه السد القطري باللقب بعد أن تغيرت الأحوال، وزادت حصة الأندية القطرية وتقلصت حصة الأندية السعودية) وهو ما عزاه نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، يوسف السركال، للمعايير التي طبقتها قطر حسب الأوراق المقدمة حول معدلات الحضور الجماهيري، وما تقدمت به الجهات السعودية.
هو قال إن تقليص الحصة السعودية لم يكن بسبب تكبير الحصة القطرية، بل تحدث مباشرة ومن دون مواربة عن أن المسؤولية كاملة تقع على الاتحاد السعودي بشكل أو بآخر.
والآن وبعد نتائج جيدة للفرق السعودية، نسي الجميع خروج المنتخبين ونتائج الموسم الماضي، وباتوا يتحدثون عن عودة المقاعد على الرغم من أننا ما زلنا في مرحلة المجموعات ولم نصل لدوري الـ16 ولا الأدوار التي تليه.
من حق الجمهور أن يطالب، ولكن من حقنا عليه أن نشرح له أن المعايير الاحترافية والمنشآتية والجماهيرية والتسويقية والإعلانية والرياضية، وحتى الطبية، التي يعرفها الجميع، هي الفيصل في مسألة المشاركة في دوري الأبطال من عدمها، والاحتراف، ولهذا نرى القادسية والكويت وكاظمة الكويتيين، وأربيل والزوراء العراقيين، والفيصلي والوحدات الأردنيين، والكرامة والاتحاد السوري، والمحرق البحريني، خارج البطولة الأهم على الرغم من وصول الكرامة لنهائي دوري الأبطال، وتتويج الفيصلي بطلا لكأس الاتحاد الآسيوي مرتين، وتتويج الكويت والاتحاد والمحرق أبطالا لمرة.
النتائج تلعب دورا مهما، ولكن هل لو كانت النتائج سيئة سنطالب عندها بتخفيض العدد؟ البعض يقول نعم كما حدث مع الأندية الإماراتية في السنوات الثلاث الماضية، ومع هذا لم يحدث ذلك، والبعض يقول لا، وعندها يتعارض ذلك مع ما نطالب به. الثابت أن الاحتراف الحقيقي، والحقيقي فقط، هو طريق الكرة السعودية نحو الثبات على منصات التتويج.