هل يستعيد الهلال انضباطيته المفقودة؟

موفق النويصر

TT

كما كان متوقعا، خسر الهلال الجولة الأولى من مباراتي دور نصف نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام الأهلي بنتيجة 0-1.

الأهلي الذي نجح مدربه في تقديم درس مجاني لنظيره مدرب الهلال حول فن التعامل مع هذه النوعية من المباريات، وكيفية توظيف عوامل التفوق لصالح فريقه، أخرس جميع من عاب عليه الاستعانة بأسماء ذات نزعة هجومية في مباراة خارج أرضه، كان يفترض أن يعمد فيها إلى تأمين دفاعاته.

التشيكي غاروليم تمكن من قراءة المباراة بشكل أكثر من رائع، فباغت ابن جلدته هاسيك بامتلاك منطقة المناورة، ومن ثم غزو دفاعات فريقه الهشة بهجمات مرتدة، أسفرت عن تسجيل هدف المباراة الوحيد، وإهدار الكثير من الأهداف المحققة نتيجة سوء الطالع.

حقيقة لا تملك بعد أن تشاهد أداء الأهلي سوى أن ترفع له القبعة، بعد سنوات من الضياع الفني والتخبط الإداري، فأصبحنا نرى وجوها شابة قادرة على إحداث الفرق، تدعمها أسماء أجنبية نجحت في ترجيح كفة فريقها.

على النقيض من ذلك نجد أن الأداء الهلالي يمكن تشبيهه بمكينة خياطة، تصنع غرزة علوية تتبعها بأخرى سفلية، ما يؤكد أن الفريق لا يسير وفق استراتيجية واضحة المعالم طوال الموسم، بل اجتهادات فردية من لاعبين يمكن لهم أن يتألقوا أو يخفقوا بحسب الجو العام المحيط بهم.

ما نشاهده من هلال هاسيك هو فوضى حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإلا فماذا يمكن أن نسمي الأداء الفردي للاعبي الفريق دون أن يحرك من المدرب أي ساكن لتصحيح ذلك؟ وماذا نسمي الإيعاز إلى لاعب لا يمتلك مقومات الظهير المهاجم بترك خانته الهشة والقيام بأدوار هجومية لا يجيدها على حساب حفاظه على منطقته؟ وماذا نسمي حالة الاستهتار الطاغية على اللاعبين أثناء تمريرهم للكرة، أو احتفاظهم بها دون مبرر، أو توهم بعضهم قدرته على تجاوز جميع لاعبي الخصم؟ وماذا نسمي عشوائية الفريق في كل مباراة، بدءا بوضع اللاعبين في غير أماكنهم وانتهاء بتكليفهم بمهام لا يجيدون أدوارها؟ وأخيرا لماذا غاب التحرك السليم من دون كرة من قاموس لاعبي الهلال؟

شخصيا أرى أن مشكلة الهلال تكمن في 5 أمور، الأولى: عدم احترام اللاعبين لمدربهم، بدليل أن كل لاعب يلعب بطريقته الخاصة، دون أن يلتفت لمطالبه أو توجيهاته. ثانيا: كثرة التغييرات المدخلة على خارطة الفريق في كل مباراة، مما أفقد الفريق القدرة على الانسجام المطلوب. ثالثا: قراءة هاسيك للمباريات عادة ما تكون خاطئة، وبالتالي فهو عادة ما يفقد زمام المبادرة ويسلمها للخصم. رابعا: تغييراته أثناء المباريات عادة ما تكون خاطئة أو متأخرة، وبالتالي لا تحقق المرجو منها. خامسا: إصابات النجوم وتكرارها تؤكد أن الفريق يعاني خللا ما يجعلهم عرضة للإصابات المتكررة، خاصة إذا علمنا أن اللاعبين الذين أصيبوا أثناء المباريات هم هرماش ونامي فقط.

الأكيد أن تأهل الهلال لنهائي كأس الأبطال من بوابة الأهلي ليس بالأمر المستحيل، خاصة إذا ما لعب الفريق بالروح المعروفة عنه في لقاء جدة المقبل. ولكن هل الفريق بقيادته الحالية قادر على تخطي هذه المرحلة ومن بعدها تصفيات دوري أبطال آسيا بنجاح؟ أعتقد أن هذا هو السؤال الذي لم ينجح الهلاليون في الإجابة عنه هذا الموسم؛ لفقدانهم بوصلة الانضباط التي كانوا يتميزون بها في السابق، والتي لن يحققوا من دون استعادتها أي شيء يذكر، على الرغم من اقتناع بعضهم بأنهم ليسوا بذلك السوء الذي يجري الحديث عنه في الإعلام.

[email protected]