بند.. «الدقائق الخمس الأخيرة»!!

هيا الغامدي

TT

تخبطات عدة وقع فيها الهلال هذا الموسم بمباركة إدارته، لكن المستغرب تلك الكاريزما التي أوجدها الهلاليون للاعبهم المستجد صاحب الخبرة الفنية والمهارة الفردية في التهديف بالرأس سعد الحارثي، وإبقاؤه لقناعات (فنية.. أو غيرها) أسيرا لمقاعد الاحتياط انتظارا لساعة الانطلاق (الرسمية) المقدرة بالدقائق الخمس الأخيرة!

أيعقل.. يا إدارة الهلال؟! من البديهي أنه مهما كان لدى اللاعب من مهارات وحلول إدراكية وحس تهديفي، فإنه «لا يمكن»، بل صعب جدا، أن تختصر كل ذلك في زمن اختناق صراع الثواني مع اللحظات المجتمعة في الدقائق الخمس الأخيرة، والتي لا تلبث أن تضيع بدخول الميدان! فما بالك أن المفترض باللاعب أن يسجل وأن يصنع وأن يعيد إثبات نفسه من جديد (كالحارثي)، وفريقه «محتاج» لعنصر يغير مجرى المباراة لصالحه؟! إذن هذا المسار فيه ظلم للاعب وللفريق نفسه ولا أعلم لمصلحة من، خاصة أن المحرك لذلك هو المدرب، وخاصة إذا ما علمنا أن «ها الهاسيك» لا يحظى بالاقتناع أو القناعة بما يكفي. إذن «فالمصيبة أعظم»!.. أعيد بأن ذلك بمباركة الإدارة الهلالية التي تقف مشاهدة من دون أن تحرك ساكنا!

فإذا لم تكن هناك من الأساس قناعة باللاعب، فلماذا تم التعاقد معه؟! هل جبرا للخواطر.. وهل بكرة القدم بنود تعاقد تتضمن ذلك؟.. أم أن التعاقد تم بناء على الموافقة على بند أساسي يتضمن اللعب «للدقائق الخمس الأخيرة فقط»؟!

تلك هي المسألة مع الإبقاء على هاسيك، الذي لم يقدم ما يقنع به نفسه لكي يقنع غيره، ليس لقصور منه بقدر ما يكون عدم ملاءمة، غير أن اللاعبين بتمسكهم بالإبقاء عليه كانوا قد أثبتوا العكس!.. وربما يكون ذلك لعدم توفيق، لكن الأمر نهاية يتعلق بعدم ملاءمته لفريق صاحب جماليات ومستويات ونتائج باهرة، أصبح معه يقدم كرة من فولاذ بمستوى هلامي ونتائج فقيرة باهتة (باردة)!

زد على ذلك «الأجانب» الواقعين بين مطرقة العالة، وسندان انخفاض المستوى، وأستثني المغربيين العربي وهرماش، والبقية لا أعلم أي قناعات لدى الهلاليين بالإبقاء عليهم، خاصة الكوري بيونغ الذي له من نصيب ضيق العينين ضيق الحيل أمام المرمى لكرات من فرص محققة! أعتقد أنه على الهلال الموسم المقبل أن يتخلص من قائمة لا تنتهي من أعبائه، يتقدمهم الكوري.. وفيلهامسون لم يعد كالسابق ومستواه انخفض، ولا أعلم هل هو تشبع أم غرور أم انتهاء صلاحية!! واليوم يختتم الدور نصف النهائي بمسابقة الأبطال بإياب يجمع الأهلي بالهلال، مع أفضلية رقمية ومستوى للأول، وسقوط (توقعناه) للثاني الذي أصبح مع هاسيك «يشبه الهلال» شكلا لا فعالية بعيدا عن أفضلياته وأسبقياته ومكوناته الفنية والعناصرية والنتاجية، ليس تشاؤما ولا سوداوية، لكنها حقيقة يجب أن تتخطاها الإدارة التي تلتزم الصمت حاليا وتجدد الثقة في مدربها!

الأهلي تفوق ذهابا، ومتوقع إيابا تمرير أفضليته بملعب جدة بتوقيع تميز أجانبه فيكتور والحوسني والحضور الذهني لعناصره المحلية ومدربهم تلميذ هاسيك (مساعده) سابقا غاروليم، في مقابل الفراغ الذهني والفني لهاسيك وأجانبه الذين لا تختلف مستوياتهم عن مشاهد المسرحية الكوميدية (شاهد ما شافش حاجة)..!!

مع الأمنيات بالتوفيق للأفضل (ميدانيا)، فزمن المعجزات قد فات.. ولى ومات!.. فما بالك بمعجزة الهلاليين المقدرة بخمس دقائق.. فقط؟!