النجاح.. حيث اللاعب يعشق عمله

محمود تراوري

TT

«ديدييه يعشق نادي تشيلسي، وكلنا نحبه، وسنواصل الحوار معه، وسوف نناقش كل الأمور بعد الانتهاء من نهائي دوري أبطال أوروبا».. هكذا قال المدير التنفيذي لتشيلسي رون غورلاي، وهو يؤكد أن النادي سيناقش تمديد التعاقد مع ديدييه دروغبا بعد نهائي دوري أبطال أوروبا المقرر في 19 مايو (أيار)، ليتحدد مستقبل دروغبا الذي أمضى حتى الآن ثماني سنوات في صفوف تشيلسي، وعبر عن رغبته في البقاء في النادي رغم تقارير ربطته في وقت سابق من الموسم بالانتقال إلى الصين.

شخصيا دروغبا من أحب اللاعبين إلى قلبي، رغم أنه مهاريا يبدو لي متوسطا، لكني أحب فيه جديته، وإصراره على النجاح في عمله. إنه يكاد يكون امتدادا لقصة كفاح اللاعب العاجي - نسبة إلى ساحل العاج - منذ يوسف فوفانا الذي سبق له أن احترف في النصر السعودي، وعبد الله تراوري نجم الثمانينات، وفي العقد الأخير برز دروغبا، ويحيى توريه الذي تصر الصحافة العربية على تسميته «يايا» بحسب النطق الغربي!!

دروغبا أفضل لاعب في أفريقيا عامي 2006 و2010، وهداف الدوري الإنجليزي عامي 2007 و2010، هو اليوم في الـ34 عاما، لكنه ما زال يحرث الملعب كابن العشرين ربيعا. ويأمل في الفوز مع ناديه بدوري أبطال أوروبا عندما يتقابل في ميونيخ مع بايرن الألماني. إنه في طريقه نحو تدوين اسمه في سجل الخالدين من أبناء قارته الذين صنعوا علامة فارقة في تاريخ الكرة، حتى غدت القارة المنهكة فسادا سياسيا من أهم منابع مواهب الكرة التي تضفي، إلى جانب مواهب أميركا اللاتينية، نكهة ومتعة على الكرة العالمية، من أمثال عبيدي بيليه (غانا) وروجيه ميلا (أسطورة الكاميرون) أكبر لاعب يسجل هدفا في تاريخ كأس العالم وكان يبلغ من العمر حينها 42 عاما في مرمى المنتخب الروسي، ورابح مادجر (الجزائر) الذي أحرز مع بورتو 10 ألقاب منها الثلاثية التاريخية 1987، وسليمان ساني (السنغال) أول محترف أفريقي في الدوري الألماني، حيث لعب لأندية فرايبورغ من موسم 1985 إلى موسم 1989، وكان له دور مهم في مكافحة العنصرية بالملاعب الألمانية.

تاريخ كرة القدم الحديث لا أظنه ينسى كالوشا بواليا الزامبي الوحيد الذي نجا من حادث الطائرة المروع عام 1993، حين قضى بقية زملائه، وكان محظوظا بتخلفه عن السفر معهم. وأفضل لاعب في العالم 1995 الليبيري جورج ويا، الذي يضم إلى جانبه الغاني توني يبواه، ومن تلاهم من جيل الكاميرونيين مبوما وإيتو، والسنغالي الحاج ضيوف الذي انتهى سريعا نتيجة عدم سيطرته على نزواته وسهراته، وعيشه بصورة نقيضة تماما لنجوم كبار أداء وسلوكا كالماليين في إسبانيا محمد ديارا وفريدريك كانوتيه، وكنت قد أشرت إلى العاجي توريه الذي فرح المسلمون بتصرفه الأخير حين رفض جائزة رجل المباراة لأنها كانت زجاجة خمر.