شكرا أيها اللاعبون على هذا الوداع العظيم

لويجي جارلاندو

TT

سنودعهم اليوم عند المرمى في نهاية احتفال انتهى بفضلهم بشكل مذهل. وكان المرمى هو حياتهم حيث كانوا يركزون عليه ويدافعون عنه بطريقة لن ننساها بسهولة. سيترك ديل بييرو وإنزاغي وغاتوزو ونيستا وسيدورف وزامبروتا وكوردوبا ودي فايو وكالادزه اليوم كرة القدم الإيطالية أو إيطاليا أو قميصا جعلوه أسطورة. وهو الوداع الذي يثير الخوف في قلوب الجميع بسبب الفراغ والصمت الذي سيعم بعد رحيلهم.

نظرا لأنه في الموسم المقبل لدوري الدرجة الأولى الإيطالي، عندما سينطلق النشيد الوطني للميلان في سان سيرو، لن يخرج من النفق غاتوزو الرائع ولن يركل بحماس الكرة الأولى التي ستأتي إليه بين أقدامه ولن يكون موجودا إنزاغي الذي كان يسحر الجميع بأدائه المذهل وتحفيز زملائه في الملعب وتسجيل الأهداف الجميلة.

وفيما يتعلق بالمبدع نيستا مدافع الميلان، فلأعوام عديدة كان ينتزع الكرات من خصمه بقوة، لكن دون أن يرتكب أي أخطاء. ويا لها من مهارة يمتلكها هذا العبقري. وسنندم كثيرا على مبادئه العالية وطريقته الجيدة في اللعب والتي معها حقق ثورة مدوية في مركزه. وسنفتقد إلى اللياقة البدنية التي كان يعمل بها زامبروتا، فكان قويا وشجاعا في مواجهة خصمه. وسنفتقد أيضا إلى الاثنين أو الثلاثة أهداف التي يُقدر وزنها ذهبا والتي كان يمنحها زامبروتا كل عام إلى الهولندي كلارينس سيدورف لكي يدك بها شباك الخصم وأيضا إلى مشيته الفريدة وفخره لتمتعه بالعديد من المهارات الفنية. وكان كالادزه بمثابة عبقري سوفياتي آخر بعد شيفشينكو وكان دائما يتراجع خطوة إلى الوراء عندما يتم التقاط الصور. لكنه حينما كان يشعر بحالة جيدة، كان قويا وصلبا ويتمتع بالضراوة، ثم عاش في كرة القدم الإيطالية مأساة أخ تم خطفه وقتله. وستهيج عواطفنا كثيرا عند وداعه.

ولنتخيل معا إلى أي درجة ستتحرك مشاعر الجماهير عندما يودع ديل بييرو لاعب اليوفي دوري الدرجة الأولى الإيطالي وهو الأكثر حضورا وعونا وإمدادا للفريق. جدير بالذكر أن الروماني دي فايو لم يسجل هكذا كثيرا في بولونيا الذي سيواجه اليوم على ملعبه فريق بارما وسيناضل بكل قوته للفوز وكان هذا اللاعب قد قضى أربعة مواسم رائعة مع هذا الفريق، لكنه في النهاية سيترك إيطاليا ويسافر إلى كندا. وبابتسامة الكولومبي كوردوبا المعهودة، يفقد الإنتر لاعبا طيبا ويثير في قلوب الجميع الكثير من الأمل والتفاؤل.

لكن، ينبغي أن نقول بعد كل هذا إنه ليس من الحقيقي أننا سنفتقدهم. لأنه في كل مرة سيسجل فيها مهاجم هدفا بقدمه اليمنى مطلقا إياه في الهواء، سنتذكر ديل بييرو. وكل مرة سيتسلل فيها لاعب وسط مهاجم إلى شباك الخصم، سنتذكر إنزاغي وكل مرة سيجرد فيها لاعب وسط صانع ألعاب من مهاراته ويضغط عليه، سيأتي في أذهاننا على الفور غاتوزو. سنضع كل هذا معا كصور فوتوغرافية عزيزة علينا ونقوم بتخبئتها في المحفظة مع ذكريات أفضل أعوامنا. وفي الوقت ذاته، سنوجه لهم الشكر لأنهم أمتعونا في مباريات عديدة والشعور العظيم الذي منحوه لنا في ليالي كثيرة. وهو الانطباع العام الذي سيشعر به الجميع. وسيأتي الـ9 لاعبين اليوم عند المدرجات ولتهدأوا فلن يطلب منكم أحد أن تخلعوا القميص، بل أن تبقوه على ظهوركم حتى آخر ثانية. ولقد قدمتم على هذا النحو تاريخا مشرفا، وهكذا سنتذكركم وشكرا لكم جميعا.