شوت

فيصل أبو اثنين

TT

نحتاج في رياضتنا السعودية إلى تطبيق العديد من المفاهيم والنظريات الإدارية الحديثة التي تساعدنا على تحسين البيئة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، لتطوير وتغيير الكثير من السلبيات والمعوقات التي تقلل وتضعف المخرجات، ومنها الأداة التحليلية الرباعية الشهيرة «SWOT» التي تعني «strengths» (القوة)، «weaknesses» (الضعف)، «Opportunities» (الفرص)، «Threats» (التهديدات والمخاطر). وهذا التحليل الاستراتيجي المتقدم يساعد الإدارة العليا في اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة لأنها تغطي كل الجوانب والعاملين في المنظمة، فالعديد من الأندية السعودية تهدر الكثير من الأموال والجهود، لأنها تعتمد على الرأي المنفرد وهذا خطأ جسيم يكلف النادي ماديا ومعنويا، فالأندية يجب أن تطبق هذه النظرية مع نهاية كل موسم، وتضع جميع العاملين فيها تحت هذا المجهر، وتكتشف أين مواطن الخلل والضعف وتصححها، وما هي مصادر القوة والتميز وتدعمها، وما هي الفرص المستقبلية التي يمكن الاستفادة منها، وما هي المخاطر التي ربما تسقط الفريق وتدخله في دوامة الخسائر فتتجنبها. فالبداية يجب أن تكون على الجهاز الفني للفريق، وتحليله بشكل دقيق وعلمي، وهل هذا الجهاز قادر على تحقيق الأهداف المرجوة، وهل لديه الإمكانات والقدرات الفنية المميزة، وهل هذا الجهاز يتمتع بعلاقات طيبة مع اللاعبين والأجهزة المساعدة، وهل عمله يتوافق مع رؤية الإدارة المستقبلية، وهل هذا الجهاز هو المناسب للفريق، وهل الجهاز الفني يؤدي عمله بكل احترافية، وهل العلاقة الجماعية بين أفراده جيدة، وهل الجهاز الإداري يعمل بشكل متناسق مع الفني، وهل الجهاز الإداري قادر على خلق بيئة عائلية صحية، وهل التوافق بين الأجهزة الثلاثة لمصلحة الفريق، وهل الأجهزة الثلاثة تؤدي العمل بكل احترافية وجدية، وهل هناك رؤية مستقبلية لتطوير العمل الجماعي..

كل هذه الأسئلة والاستفسارات تؤدي إلى رؤية واضحة عما يحدث داخل الفريق، وعندها تستطيع الوصول لمكامن الخلل بسهولة ويسر، وتتخذ القرار الصحيح بسرعة فائقة، حتى تحافظ على المكتسبات وتطورها وتبحث عن الفرص المستقبلية التي تظهر عادة في مصادر القوة من تهافت الرعاة والمستثمرين والدعايات التي تزيد من مداخيل النادي وترفع أرباحه، فنحن في المملكة العربية السعودية لم يسبق لأحد الأندية أن أعلن عن أرباح حققها في نهاية السنة، بل الجميع يشتكي ويتذمر لأنه لا يستخدم الأساليب الإدارية العلمية الحديثة التي تحسن من بيئة العمل وتطورها وتعطي أصحاب القرار العديد من الخيارات المساعدة في تحسين وتطوير الأندية بشكل عام، لكن الغالبية منهم يعتمدون القرارات الفردية الارتجالية التي تكلف ملايين الريالات وتدخل الأندية في نفق المخاطر والتهديدات التي تنسف كل منجزات النادي السابقة وتجعل الجماهير تصب جام غضبها على الرؤساء واللاعبين والمدربين. فمتى نكون قادرين على الاستفادة من النظريات الإدارية الحديثة ونبتعد عن الاجتهاد والمحاولة والتجريب؟

بالزاجل

• أبارك لفريقي الأهلي والنصر شرف الوصول للمباراة النهائية والسلام على راعي المباراة، وهذا تشريف لكل الرياضيين السعوديين.

• تأهل الأندية السعودية الثلاثة للمرحلة القادمة يؤكد قوة الأندية السعودية وتفوقها على البقية، وهذا يدفعنا لتطوير العمل الجماعي في المنتخب.

• الجماهير السعودية هي حمالة الأسية، وهي من تتحمل كل هذه التخبطات في أنديتها، ومع ذلك لا تزال صابرة ومحتسبة لعل القائمين عليها يحسون بها ويعيدون الأمل إليها!