الحياة القاسية للمدير الفني في الدوري الإيطالي

أندريا سكيانكي

TT

في إيطاليا، مهنة المدرب قاسية بنفس قدر العيش تقريبا. لا شيء مؤكد أبدا، دائما ما يكون في قلب عذاب الشكوك، أو، لو سار أسوأ، في «مفرمة» الانتقادات. الجلوس على مقعد أحد الفرق، هنا في إيطاليا، يعد ممارسة تتطلب شجاعة، بل الكثير من الشجاعة، حيث يحكمون عليك من تشكيل (سواء كان خاطئا أو صائبا)، ويكيلون لك الإهانات لو أجريت تبديلا، ويطيحون بك لو خسرت مباراة. في النهاية أنت رجل وحيد، حينما تفوز يكون الفضل للاعبين، وحينما تخسر تتحمل المسؤولية كاملة. وليكن واضحا تماما، فقط في إيطاليا يوجد هذا التوتر وهذا السخط. ما يؤكد ذلك هو الأرقام، فقط تمت إقالة 19 مدربا في بطولة الدوري الإيطالي لهذا الموسم مقابل 11 في البرتغال، و10 في كل من ألمانيا وإسبانيا، و6 في كل من فرنسا وهولندا، و4 في إنجلترا. ما يعني أن هامش الخطأ بالنسبة للمدربين الإيطاليين أقل كثيرا مقارنة بنظيره لدى المدربين الأجانب، ويعني كذلك أن مدربينا الوطنيين، بسبب عبء المسؤولية الكبير هذا تحديدا، لا بد أن يظهروا شيئا ما أكثر لكي يرتفعوا.

لو تركنا نماذج مثل أنشيلوتي ومانشيني وكابيللو وسباليتي وتراباتوني، الذين أظهروا خارج إيطاليا مدى فاعلية المدرسة الإيطالية (الأفضل مثلما كتب مارتشيلو ليبي على صفحات «لا غازيتا ديلو سبورت»، ونحن متفقون معه)، نظل في وطننا ونقيّم كيف يتطور خلفاء المدربين الكبار وكيف يفرضون أنفسهم. هناك جيل جديد من المدربين لا بد من وضعه قيد المراقبة، فأليغري، على سبيل المثال، فاز في الموسم الماضي بدرع الدوري في أول تجربة له على مقعد أحد الفرق الكبرى، وكرر كونتي الشيء ذاته. ومونتيللا بعد بضعة مباريات وضع أفكاره في جعبة، وقبِل بالتأقلم في فريق إقليمي مثل كاتانيا، وأسر الجميع ويستمتع الآن بدعوة فريق روما «المستحقة» له لتولي قيادته الموسم المقبل. كما تم استدعاء ستراماتشوني الوجه الأحدث في الكرة الإيطالية ولا خبرة له سوى مع فرق الناشئين، من جانب ماسيمو موراتي ليتولى تدريب فريق في حالة احتضار، ونجح في إعادة الروح إليه وحصل على إمكانية الاستمرار مع الإنتر. ولو نزلنا إلى دوري الدرجة الثانية، سنجد أيضا مغامرة فولفيو بيا مع فريق ساسوولو في شهادة أن المدرسة الإيطالية في التدريب تستحق الإشادة، فهو مقبل من قطاع الناشئين، ودخل إلى بيئة طموحة وقادها بالقرب من حلم التأهل. لكن ليس هناك ما يثير الدهشة، فإيطاليا هي بلد الخططية.

إذا كان مانشيني وأنشيلوتي وسباليتي قد تركوا بطولة الدوري الخاصة بنا أيضا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الأندية الإيطالية (في الخارج يدفعون أكثر ويستثمرون أفضل خلال حملة الصفقات)، فيمكننا أن نكون مطمئنين، فالبديل مضمون. فانتقال مونتيللا المحتمل جدا لتدريب روما يعد ثأرا للمدرسة الإيطالية على نظيرتها الإسبانية، بينما أخفق لويس إنريكي وهو يحمل صفة مدرب «على نهج غوارديولا» وابن لفلسفة برشلونة، ومع رحيله صرح بأن شهرا واحدا من الإجازة لن يكون كافيا لاستعادة الطاقات التي بذلها. وهكذا نعود لحديث البداية، فلا بد أن يمتلك المدرب في إيطاليا جسدا قادرا على التحمل، وقد أثبت المدربون الأجانب، ما عدا مورينهو، أنهم لا يمتلكون هذا الجسد.