من يضحك على من؟!

مساعد العصيمي

TT

ونحن في انتظار النهائي الكبير على كأس خادم الحرمين الشريفين.. لا ننفك أحيانا من بعض المفارقات التي تعرض الوجنتين من الضحك.. كيف لا، وحسابات المتحمسين المندفعين هي التي تقود قراءة النهائي الكبير؟.. وليس أشد ضحكا من القراءة الحاضرة الآن على كل لسان.. تلك التي تضع مقاييس الفوز وفق اعتبارات تبدو متشابهة جدا لما حدث للنادي الأهلي الموسم الماضي وفي ظلها نال الكأس.

نعني بالحسابات تلك التي تخص النصر، فهو انطلق من خطوات تبدو متطابقة مع خطوات الأهلي الموسم الماضي، من حيث الترتيب في الدوري والمنافسين الذي تجاوزهم.. بل وموقع من سيقابله في النهائي.

هنا لا يسعنا إلا نحمد الله على نعمة العقل والثبات، متمنين ألا ينضوي النصر والأهلي لتلك الحسابات التي بدت وكأنها قد صدرت من الفلكيين الأفاقين.. رغم أن من روجها هم من المساكين الطيبين ممن يقتاتون على التعصب والنية المسيرة.

ما علينا، فنحن نحسب الأهلي والنصر في إطار التفضيل والعمل بكل ما في وسعهما لأجل أن ينال من يستحق الكأس.. وأحسب أيضا أن النصر أمام فرصة تاريخية لن يفرط فيها بسهولة.. ولن يستكين لحسابات مضروبة كي يرتخي من جرائها. الأهلي أيضا فريق لن ترهبه قراءات نتاجها في علم الغيب.. ومسلكها تثبيطي معنوي أكثر منه حقيقي.. لا يلزم الإيمان به.

ما نحن بصدده أن المواجهة قد جمعت فريقين متعطشين، حتى لو كان للأهلي مغنم في العام الماضي فإن وقعه وقيمته لا يرضيان باليسير.. كما هو النصر الذي لا يتلاءم وضعه الحالي مع تاريخه وقيمته واسمه الكبير.. لذا فإن توقع الإثارة هو الحاضر.. والإيمان بالندية والتفاعل الإيجابي من كلا الطرفين هو المنتظر.. لذا فنحن إزاء مباراة لعلنا من خلالها نستعيد بعضا من الألق الفني والتنافسي الذي فقدناه كثيرا خلال موسمنا الحالي.. ولعل هذه المباراة تعيد النصر لنا بطلا كما عرفناه سابقا.. أو تدفع بالأهلي ليؤكد ثباته كضلع بطولي لن يبرح مكانه، وفي كلتا الحالتين لن نبخس للفريقين تطلعهما وكبرياءهما اللذين جعلاهما مستحقين للمباراة النهائية.

وإذ أنسى فلن أنسى أن أعود إلى المتوترين الذين ينظرون إلى كل مواجهة وفق حسابات الشك والمؤامرة، من أن هناك مفضلا وآخر لا بد أن يغيب.. لأشير إلى أن من يمتلك مثل هذه النظرة ومثل هذا الفكر جدير بأن يبتعد عن مجالنا.. ويتحفنا بصمته.. لأن منافسات كرة القدم ليست هبات.. ولا منحا.. إنما هي ثمن للاجتهاد والرقي.. ولعلنا قد سئمنا هذه الأسطوانة التي لازمت الهلال حينا طويلا وعرفها الاتحاد وعادت للشباب فالأهلي.. والسبب أن هناك متفوقين.. يقابلهم حاقدون يغارون من كل نجاح حتى باتت غيرتهم حقدا وكذبا.

لننعم الليلة بالنصر والأهلي.. ومن جهتي سأدعو أن يكون الأفضل حضورا عطاء ومهارة هو من سينال التتويج.

[email protected]