نصر (الأهلي).. أم أهلية (النصر)؟!

هيا الغامدي

TT

اقترب اليوم الموعد الذي انتظرناه جميعا. ولا يتعلق الأمر (فقط) بكشف النقاب عن البطل المنتظر لأغلى الكؤوس (كأس الأبطال) ولكن لكون الموعد المرتقب سيشهد حضور القيادة الملكية السياسية ممثلة براعي الأمة وقائد الشعب وحامي عرينه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله ونصره) بالتوقيت الأغلى على نفوسنا أجمع، توقيت (ذكرى البيعة السابع) والذي يتزامن هذه الأيام مع النهائي الكبير وكأس أعز الناس (أبو متعب).

اليوم تتحقق أماني الرياضيين في هذه البلاد الكريمة بلقاء قائدها وراعيها والتشرف بالسلام عليه رعاه الله. (لعمري) إنه لبطولة بحد ذاتها وشرف عظيم لكلا الفريقين الأهلي والنصر اللذين نالا حظوة الوصول لأعلى نقطة بهذه البطولة.

فنيا وتكتيكيا لا أحد ينكر العمل المتنامي والرفيع الذي يسير عليه كلا الفريقين سواء التشيكي الداهية غاروليم الذي لا يزال يحلق بطموح الأهلاويين إلى ما فوق هام السحاب، والمجتهد المقاتل الطموح ماتورانا الذي صنع من النصر نصرا عظيما ولا يهاب وأعاده لسدة منصات البطولات بعد سنين.. أقل ما يقال عنها (عجاف)، ومواسم شتات كاد أن يضل الطريق فعاد.. وانتصر!!

الأهلي عناصريا أقوى ومتفوق على نده النصر كأسماء وحضور بالموسم ككل محليا وأجنبيا وهذه حقيقة، أما النصر فهو (كمجموعة) مميز وبصراحة لا أستطيع تمييز عنصر عن آخر تشعر أنه يلعب ككتلة واحدة، والمفارقة أن ثلاثا من ركائز العالمي هم عناصر أهلاوية (مركزية) سابقا ابتداء من القائد المخضرم حسين عبد الغني للمهاجم مالك معاذ للمدافع محمد عيد، وانظروا كيف سيكون تأثير ذلك (الآن) فإما يتغلب الحاضر وينتصر هؤلاء لفريقهم الحالي مؤكدين جدارة تمثيلهم للنصر وانتقالهم إليه، أو ينتصر الماضي وذكرياته لدى هؤلاء ويضيع معه التركيز الذهني والتفوق الفني وبالتالي يختفي التأثير المطلوب كعناصر (اصفرت) من بعد (خَضار)!!

معنويا، سيكولوجيا لكلا الفريقين طريقته بالإعداد النفسي، فالأهلاويون اعتمدوا على تفوقهم وتميزهم بالموسم الكروي الحالي ككل داخليا وخارجيا (كتحفيز)، وأما النصر فقد احتاج لمن يزيد جرعة الثقة والطموح وتأطير ذلك علميا بمختص بالإرشاد النفسي والإعداد رشاد فقيها كخطوة أنا مع ذلك وتمنيت منذ زمن أن يتجه النصراويون لمن يزيد من ثقة العناصر في نفسها وإمكانياتها ويعيد للأمل بارقة حنين! وبالذات حينما نتحدث عن فريق كالنصر ومدى تأثير غياب سنوات طوال تشكل عمر جيل بأكمله عن البطولات الكبيرة.

الأهلي مدعوم بالأرض والجمهور.. باعتقادي أن تلك المقولة مستهلكة و(مأكول خيرها) فالأرض لا تهدي البطولات كما أؤمن دائما والجمهور له التأثير المزدوج الذي يستمده من تأثير الأداء بالملعب وبالتالي فهو انعكاس لما تقدمه أنت كفريق، فضلا على أن كلا الفريقين سعوديان ولا خاسر بينهما. وبعيدا عن مقولة كالتي تؤكد أن (من يتقن الغياب يجيد النسيان) نتمنى التوفيق للنصر العائد من (غياب).. والتوفيق للأهلي (الحاضر) الذي لا يهاب!

فنصر (الأهلي) منطقي إن حدث، وأهلية (النصر) بالحصول على اللقب متوقعة ومرتقبة ويبقى الحكم على العمل الفني والمجهود العناصري والتركيز الذهني بالإطار المغلف بتوفيق الله سبحانه وتعالى.