أنا أكبر مشجع أهلاوي

مسلي آل معمر

TT

لم أستغرب إطلاقا أن يكسب الأهلي كأس الأبطال، بل الغريب لو خرج «أمتع» فريق في الموسم وهو خالي اليدين من الذهب. وللأمانة لا أبالغ إذا قلت إنني أسعد بالبطولات الأهلاوية سعادة الأهلاوي المحب، ذلك لأنني منذ عدة سنوات وأنا أكبر «مشجع» للعمل المنظم الذي يسير على خطى واضحة. حينها (أي قبل سنوات) كان الفريق الأول في الأهلي يخرج من انكسار ويسقط في انكسار آخر، وتلك كانت فترة المخاض والغربلة التي يمر بها النادي، حيث المرور بمرحلة التحول وتغيير الثقافة. فكثيرون عارضوا تسريح نجوم الفريق أمثال: عبد الغني، القاضي، عبد ربه، مالك، المشعل وغيرهم، ثم ثارت ثائرة هؤلاء المعارضين عندما فرض بعض «المسرحين» أنفسهم أساسيين في فرق منافسة، ورغم ذلك استمرت السياسة والقناعات الأهلاوية كما هي دون تغيير. حيث يبدو أن صناع القرار في قلعة الكؤوس كانوا يسعون لتشكيل ثقافة معينة ونظام محدد في النادي يسير عليه الجميع بغض النظر عن الأسماء، ولهذا تم رفض عودة حسين عبد الغني من سويسرا، لأن المرحلة الجديدة تتطلب ألا يلعب اللاعب دور عضو الشرف.

من الضروري جدا أن يستمر الأهلي في تحقيق الألقاب خلال الموسم المقبل لأن ذلك يعني أن مركز القوة الذي يتحلق حوله الجميع سيكون «العمل الأهلاوي الناجح»، حيث سيكون القاعدة التي تنطلق منها كل خطوة أهلاوية، وستكون أيضا القاعدة الصلبة التي تحطم أي «أنا» تحاول التعالي على الكيان، لقد تجاوز الأهلي مرحلة المخاض وبدأ الدخول في مرحلة التحول المؤسسي، ومرحلة المخاض كما أسلفت كانت تتمثل في التخلص من ثقافة وفرض ثقافة جديدة، أما التحول المؤسسي فسيكون تهيئة النادي لحصد الألقاب أيا كانت الإدارة والرئيس، واعتقد أنه يمكننا أن نقول إن الراقي تحول إلى ناد مؤسساتي إذا استمر في حصد بطولة موسمية على الأقل مع رؤساء متعددين، وهذه المرحلة من وجهة نظري تعد من أصعب المراحل، ولم يصل إليها بعد سوى نادي الهلال. بينما نجد الأندية الأخرى لا تزال تسكن عباءات رموز ورؤساء برحيلهم تنهار فرقهم وستبقى النجاحات مرتبطة بهذه الأسماء لأنها أسست للعمل الفردي أو على طريقة الشركات العائلية التي يختصم ورثتها برحيل المؤسس فينهار كل شيء!

ما يتحقق للأهلي وآخر هذا ما تحقق أول من أمس هو انتصار للعمل المنظم والرؤى الاستراتيجية التي يسهم في رسمها مجلس الشرف بقيادة الراقي خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، وبتنفيذ رائع من إدارة الأهلي الشابة التي يقودها الخلوق فهد بن خالد، لذا لا يمكنني إلا أن أكون «أكبر مشجع» للعمل الأهلاوي الرائع، والذي لا يعيب الأندية الأخرى فيما لو اتخذت منه أنموذجا!