فارينا وبيزاكاني ينضمان للآزوري لرفضهما الغش الرياضي

لويجي جارلاندو

TT

أتتذكرون «استدعاء» المنتخب الإيطالي للاعب سيموني فارينا، مدافع غوبيو، الذي رفض مبلغ 200 مليون يورو مقابل الغش في مباراة وأبلغ المسؤولين عن ذلك؟ فقد استدعاه المدير الفني لمنتخب الآزوري شيزاري برانديللي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ولم يذهب ذلك سدى. وسيكون فارينا وفابيو بيزاكاني، الذي رفض عرضا مماثلا للغش مقابل 50 ألف يورو حينما كان يلعب في لوميزانا، ضيفي كوفيرتشيانو، معسكر تدريب المنتخب الآزوري، في الأيام المقبلة. كما صرح بيزاكاني، قائلا «أنا سعيد بالاستدعاء وفخور بما صنعت، لكني أرغب في أن أتعامل بصفتي لاعب تيرنانا الذي فاز للتو بدوري الدرجة الثانية». وإن بيزاكاني مصاب، و«استدعاء» برانديللي له أمر رمزي يشير إلى العناق المثالي لكرة القدم الإيطالية كافة، كوسيلة للتعبير عن التقدير والتضامن مع لاعبين، دافعا بشجاعة ومسؤولية عن القيم الرياضية.

وعندما صرح برانديللي عن هذه الفكرة، أوضح، قائلا «الجميع الآن يتحدث عن فارينا. وستنطفئ الأضواء قريبا، وعلينا أن نحسن التصرف بعدم ترك هذا اللاعب بمفرده، وبمنحه فرصة الظهور نمنحه أيضا الأمان». وقد التزم برانديللي بكلمته، ويضيء الآن فنار كوفيرتشيانو بالنماذج الأخلاقية المثالية. وغادر فارينا أمس إلى عاصمة المجر بودابست، وبعدها سيكون ضيف مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم، بصفته سفير اللعب النظيف، كما سيذكره الرئيس بلاتر في حديثه. ثم سيعود مدافع غوبيو يوم بعد غد السبت إلى إيطاليا، وفي الأيام التالية سيذهب إلى كوفيرتشيانو، وأيضا مع اقتراب أول أهم حدث في حياته - بطولة أمم أوروبا - وفي ظل التوتر الذي يحمله منتخب برانديللي لا يتخلى عن اختياره منذ اللحظة الأولى في أن يمثل ساحة مفتوحة للتواصل مع الجميع، مثلما ترمز إلى ذلك تدريبات كوفيرتشيانو المفتوحة حديثا أمام الجميع، لإطلاق الرسائل البناءة في صالة رياضية من الالتزام والشهادة.

كما شارك منتخب الآزوري في الاحتفال بذكرى مرور 150 عاما على وحدة إيطاليا، بالتدرب على أرض تمت مصادرتها من جماعات المافيا لبث رسالة أخلاقية من الشرعية، وفي المباراة الودية التي سيخوضها المنتخب الإيطالي في مدينة بارما أمام لوكسمبورغ يوم 29 من الشهر الحالي سيعرض الآزوري صورته المناهضة للعنف ضد المرأة. وفي 6 يونيو (حزيران) المقبل، في اليوم الثاني للإيطاليين في بولندا، سيقود برانديللي لاعبيه إلى معسكر أوشفيتز للاعتقال والإبادة أثناء الاحتلال النازي لبولندا لإحياء الذكرى وتنشيط الوعي. وتستقر حالتي بالوتيللي وكاسانو اللذين سيبليان حسنا في مباريات أمم أوروبا 2012 في النهاية. وفي هذا البحر الخضم من المراهنات غير الشرعية والفرق المتورطة والمخالفات الملوثة تعد الجزيرة الآزورية لشيزاري برانديللي وألبرتيني ملجأ مريحا، وتكاد تكون انتصارا حتى قبل أن تبدأ.