تأهلنا «لا جديد».. ولكن «ماذا بعد»؟!

هيا الغامدي

TT

لو نظرنا للوضعية كمجموع للفرق الأربعة المشاركة آسيويا حاليا الهلال والأهلي والاتحاد و«الاتفاق» والتي تأهلت للدور ربع النهائي عدا عن كونه مبهج فإنه من المنظور/ المقياس الاعتيادي.. (عادي).

والآن مع ختام الموسم الكروي ستتوقف الأنشطة الرياضية ومعها ينبغي التوقف ومن ثم التقييم ككل، فالأهلي بدأ الموسم بحصاد شبه متكامل بقيادة غاروليم بدءا بوصافته لدوري زين وملاحقته للشباب للرمق الأخير، وإحرازه وبمنطقية عادلة لكأس المليك (حفظه الله ونصره) وإبداعه بدوري الأبطال، ولو نظرنا لأبرز الإيجابيات للإبقاء عليها كاستراتيجية «توافقية» للموسم الجديد فمن الحكمة الاستمرار على المدرب المتوافق «هارمونيا» مع المجموعة، والإبقاء على الأجنبيين المميزين فيكتور سيموس وعماد الحوسني اللذين كانا علامة فارقة بالفريق، واستمرار إدارة الأمير الخلوق فهد بن خالد الذي أعاد الأهلي للمنصات، و«الثقة» وهي ما كان ينقص الأهلي سنين طوالا.

تأهل الاتفاق بكأس الاتحاد للدور التالي هو الآخر موقع فخر للفريق الذي تألق كمجموع والذي لا يحتاج إلا للثقة والدعم ليكمل ما قد بدأه مع الاستمرار على نقاط الإيجاب والنظر في السلبيات «محليا» لتداركها قاريا والإبحار للمرفأ الأخير خاصة ببطولة معقول فيها تطبيق الأحلام ككأس الاتحاد!

الاتحاد يقف حتى الآن بأعلى قمة آسيوية بدوري الأبطال «كعادته» مصدقا على تألقه بالتأهل بثلاثية بيروزي، الأصفر تجانس وانسجم مع قائمة مكوناته بعد الإدارة الفنية لكانيدا والذي يسير بالفريق عمليا كما يجب بعد سلسلة إخفاقاته على الصعيد المحلي وتركيزه على الانضباطية! الأجانب ليسوا بمستوى الاتحاد ولا يليقون به عدا المصري حسني عبد ربه، وبالتالي مهم الانتقاء «لتعويض» قاري ومحلي!! فضلا عن أن الأوضاع إداريا لا تزال بحكم الضبابية!

الهلال ابتدأ «الرجبية» بسباعية أثارت الفرح والغليان بالدماء الزرقاء المتجمدة محليا وقاريا كمستوى وكنتائج منتظرة بعد تفوقه على بني ياس، الهلاليون اعتبروا يومهم الأخير صفحة وداع لعناصرهم الثلاثة الراحلة احترافيا لوجهات مختلفة هوساوي والمحياني وفيلهامسون واعتبروه يوم تصالح ليس مع الحظ وحده وإنما مع الوفاء...! وبالذات مع المدرج الذي مل الانتظار هذا الموسم.

الهلاليون بعد موسم شبيه بمزاج البورصة صعودا وهبوطا «مطالبين» بتصحيح الأوضاع وهو الذي بدأت مؤشراته عمليا بتصحيح طال الاستغناء عن هاسيك الذي اتفق مع الإدارة على تبرير موقفه بالتركيز على بطولة واحدة!! الدفاع بحاجة لملء فراغ هوساوي، والمدرب الجديد يفترض أن يكون ضمن المنطقة الواقعة بين الكرتين الرومانية والبلجيكية كمساحة توافقية مع الماضي.

وبمرحلة الاستعداد تشتد الحاجة لتصفية السلع غير المنتجة وبالأصح «عديمة الفائدة»، فهرماش بعبارة محلية «ماااش» والعربي «مزاجي»، وباعتقادي فإن عودة القحطاني ياسر للمقدمة مسألة لا تحكمها المستوى الفني غير المختلف عليه «ولكن» قدرته على استعادة تركيزه النفسي والذهني والفني بالدوري الذي ينتمي احترافيا إليه، وللأمانة فإن تلك المسألة تتعلق بالبيئة المحيطة باللاعب كدوري وكجمهور.

وإذ نبارك للفرق انتقالها «منطقيا» لدور ربع النهائي فإننا نهيب بالقائمين عليها حسن الاستعداد للموسم الجديد قاريا قبل منه محليا، فالإعداد والتجهيز كثيرا ما يؤثر بمسيرة الفرق لبدء موسم حصاد جديد، فيا هؤلاء اجعلوا من مرحلة التوقف نقطة انطلاق حقيقية ولا تجعلوها مرحلة استجمام ونزهة صيفية فقط!

[email protected]