من الجميل رؤية زيمان في ناد كبير

لوكا ماركيجياني

TT

حمل تأهل فريق بيسكارا المباشر إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي قبل أسبوع من نهاية دوري الدرجة الثانية، المدرب زدينيك زيمان إلى القمة مجددا، الذي نجح بفريق لم يتم بناؤه تحديدا من أجل هذا الهدف، في الوصول إلى أعلى منافسة كروية في إيطاليا بعد غياب 19 عاما ومع تقديم بطولة كبيرة. والآن يتساءل الجميع إذا كان سيبقى مع الفريق، بالنظر للنجاحات التي حققها معه، وخاصة الأداء المميز بالمهارة الكبيرة الذي أجاد الفريق تقديمه، كل ذلك خلق اهتماما معينا حول اسمه، واقترب في الأيام الماضية من فرق رفيعة المستوى. من المبكر جدا الآن عقد مقارنة بين فريقي بيسكارا اليوم وفوجيا في موسم 1990 - 1991، فهما فريقان متشابهان، حيث وجود بعض اللاعبين ذوي الخبرة مع الكثير من الشباب أصحاب الموهبة الكبيرة والرغبة في الظهور، وناد مليء بالحماس ولا رغبة في الرضا بالنتائج التي يتم تحقيقها، والإدارة التي تثق ثقة عمياء في المدرب وتريد وضعه في ظروف العمل المثلى.

حينها بقي زيمان مع فوجيا، وكرر المعجزة ثانية أيضا حينما تم الاستغناء عن أفضل اللاعبين، لدرجة أنه حافظ على بقاء الفريق في الدرجة الأولى لأربع سنوات. قد يكون منطقيا أن يبقى في بيسكارا اليوم، ومعه الشباب أبرز اللاعبين الموهوبين. وستكون أمام فيراتي إنسيني وإيموبيلي، إمكانية مواصلة تلقّي كيفية التخلص من مراقبة الخصم، والتوقيتات وكثافة اللعب، وهي أمور زيمان قادر على تعليمها مثل قليلين.

ولم يخف المدرب زيمان قط أنه يكون في حالة جيدة مع اللاعبين الشباب، لأنهم يمتلكون الحماس ويتبعون منهجه في العمل من دون تردد، ولديهم تعطش للوصول، وهذه منصة انطلاق يستخدمها كثيرا من أجل الحصول على الحد الأقصى من لاعبيه. أجل، الحد الأقصى، لأن هناك حاجة لذلك من أجل متابعته في تدريباته، وأيضا لأن كرة القدم الخاصة به ليس كرة حلول وسط، فإما كل شيء أو لا شيء، ولابد من الإيمان بالهدف من دون تردد، وهذا هو التأثير.

كانت هناك أعوام كان التنظيم الدفاعي فيها حاسما من أجل الوصول للنتائج، وكان يتم تقييم براعة المدرب من عدمها وفقا لهذا الجانب، وكذلك التحركات المتزامنة من المدافعين، والتغطية في حالة الاستحواذ على الكرة بحيث لا يمكن تجنب الهجمات المرتدة. منذ فترة تغير الأسلوب، وصار امتلاك حلول هجومية كثيرة ضرورة من أجل تحطيم توازنات مباراة ما، حيث تهم أكثر الشراسة والحماس والمجهود الوفير بالركض أكثر، مقارنة بالانتباه الخططي. لقد عادت كرة قدم البوهيمي.

ولهذا السبب تروق لي رؤية زيمان على مقعد أحد الفرق الكبيرة، وبعيدا عن القصة المدهشة لبيسكارا، لأنه ليس صحيحا أن اللاعبين الكبار لا يحبون أن تتم إدارتهم من مدرب مثله، ويشهد بذلك الود الكبير الذي يظهره توتي تجاهه دائما.

حينما جاء زيمان إلى لاتسيو، كنا مجموعة من اللاعبين المؤكدين بالفعل، والكثير منا يلعب في المنتخب، ومع ذلك أسرنا بكاريزمته، خاصة بأفكاره ومنهجه وطريقة لعبه. لم نفلح في تحقيق الفوز، لكننا وصلنا أقرب مما كانت تظهره النتائج. كما أنه حقيقي أيضا أن لا يعرف إيجاد الحلول المضادة لتطورات اللعب، التي ابتدعها مدربو الخصوم شيئا فشيئا، لكن الآن طريقة لعب المدربين الآخرين هي التي تقترب من طريقته.