نصر ثلث المليار!

مسلي آل معمر

TT

أتعجب وأضحك كثيرا عندما أسمع محللا لمشاكل النصر يقول: الفريق بس ناقصه أجانب مميزين ومدرب!.. وعندما يقول آخر: النصر ناقصه نفوذ في اتحاد الكرة و«شوية» حظ. وتتشعب بعض التحليلات الأخرى لتصل إلى السحر والحرب من أعضاء الشرف وتقصيرهم، وغيرها من التهيؤات التي اختلقتها العاطفة النصراوية، ولن أقول العقل النصراوي، لأن محبي الأصفر غالبا ما يفكرون بقلوبهم لا بعقولهم.

على طريقة زميلنا الخبير صالح الحمادي: يا سادة يا أحبة يا كرام.. الأجانب والمدرب هم مشكلة النصر الثانية وليست الأولى، لا يمكن لأي ناد أن يوفق في تعاقدات مميزة إذا لم تكن الإدارة التي تهندسها تمتلك الفكر، وحتى لو وفقت في الاختيارات فإنه لن يكتب للأجانب التوفيق، لاعبين ومدربا، إذا لم تتهيأ لهم أسباب النجاح، فالمدرب يريد إدارة توفر له الخدمات اللوجستية، والضخ المالي، واللاعبين المميزين، يريد المدرب أيضا إدارة تساعده على رسم الاستراتيجية وتحديد الأهداف وإعداد الخطة وتنفيذها.

في النصر أمضت الإدارة الحالية 3 سنوات، وكل موسم يكون أسوأ مما سبقه، وهنا سأحلل الوضع من منظور مالي، حيث دخل إلى خزينة النادي من عقد الرعاية والنقل التلفزيوني والدعم الحكومي والمكافآت مع تبرعات أعضاء الشرف 250 مليون ريال، أي ما يعادل ربع مليار، هذا عدا ما يقول المقربون من الرئيس إنه قدم، ولو أنني أشك في كل الأرقام التي تتردد، لأن المبلغ السابق كاف جدا لتسيير أمور النادي، وبعد كل هذه الأرقام لا يزال النادي مدينا بـ35 مليونا، إضافة إلى 20 مليونا تم تسلمها من دفعات الرعاية للموسم المقبل، وهنا يصبح إجمالي المصروفات حتى اليوم 305 ملايين، وبعجز يقدر بـ55 مليونا تمثل المطالبات الحالية إضافة إلى الدفعات المقدمة من عقد الرعاية.

مضت 3 سنوات وأهدر ما يقارب ثلث المليار ولا يزال الوضع سيئا جدا في النادي، بل لا يزال هناك من يدافع عن الرئيس ويبحث له عن الأعذار، سواء من أعضاء الشرف أو الإعلاميين أو الجماهير، وكأن الفكر والعقليات قابلة للتغيير، ولم يسألوا أنفسهم سؤالا: من فشل في إدارة ناد كانت استثماراته تدر مئات الملايين.. هل سينجح بعد أن أصبح النادي مدينا؟

إن سلبية أعضاء الشرف والإعلام ورعاية الشباب هي التي سمحت للعبث أن يستمر، فالديون التي تحاصر النادي ومئات الملايين المهدرة لم يسلط أحد الضوء عليها، بل إن السكوت عليها حول أحد أهم الأندية السعودية إلى ناد مهدد بالإفلاس «استثماريا»، والانحسار جماهيريا، والسقوط إلى الدرجة الأدنى.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد!