ليس فقط لافيتسي هو من يجعل مشروع الإنتر جيدا

كارلو لاوديزا

TT

هل يقوم الإنتر حقا ببناء فريق كبير في الوقت الحالي؟ إن التحركات الأولى للنادي تقبل التأويل بألف صورة. فانضمام بالاسيو، مهاجم فريق جنوا، للإنتر بعد عامين من السعي خلفه، يعتبر بداية حملة شراء مهمة في سوق الانتقالات تهدف أيضا إلى لاعب مميز وهو لافيتسي.

ولا شك أن المفاوضات مع نابولي بشأن لافيتسي ليست سهلة، لا سيما بعد أن عرض نادي باريس سان جيرمان بالفعل 26 مليون يورو لضم المهاجم الأرجنتيني. ويدرك مسؤولو الإنتر صعوبة المهمة، لكنهم يطمحون في ثلاثي هجومي يتكون من ميليتو ولافيتسي وبالاسيو. ورغم ذلك قد يكون جوفينكو لاعب بارما وبوريني بديلين جيدين مطروحين أمام الإنتر. إن المؤكد أن برانكا وأوزيليو، مسؤولي سوق الانتقالات، يرغبان في دعم خط الهجوم الذي شهد إخفاق فورلان وزاراتي في الموسم المنصرم. وبالتالي فإنهما يبحثان عن مهاجمين يتواءمون مع احتياجات الفريق الفنية على المدى المتوسط. وما زالت ذكرى إيتو موجودة في نادي الإنتر، ولذلك يحاول النادي تعويض هذا المهاجم الفذ رغم أن ذلك يحدث بعد عام كامل من رحيله وفي ظل سياسة اللعب المالي النظيف التي تحد من قدرات النادي الشرائية.

والمعروف أن نادي الإنتر أنهى الموسم الأخير بعجز في ميزانيته يقدر بـ86.8 مليون يورو. ويعني هذا أن النادي يجب أن يحقق تحسنا كبيرا في ميزانيته خلال الموسم القادم حتى يصل في النهاية إلى معادلة كفتي النفقات والإيرادات مثلما تنص لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وفي ظل هذه الظروف ينتهج النادي سياسة تجديد شباب الفريق مع خفض النفقات. وهو أمر يسهل قوله ويصعب تطبيقه. ويعتبر شنايدر حاليا هو أعلى لاعبي الإنتر أجرا حيث يتقاضى 6.5 مليون يورو سنويا، ولا يتفوق عليه في الراتب في إيطاليا سوى إبراهيموفيتش (12 مليون يورو سنويا). وهكذا تصطدم رغبة النادي في الإبقاء على اللاعب الهولندي بسوق الانتقالات الدولية، ويتعامل نادي الإنتر مع هذه المسألة بحذر شديد، تجنبا لتكرار الجدل الذي حدث في الصيف الماضي ووضع النادي واللاعب تحت ضغط عصبي شديد.

وعلى أي حال، يبدو نادي الإنتر حاليا أكثر واقعية وفعالية من الصيف الماضي. فما زال النادي على سبيل المثال يهتم بلوكاس لاعب سان باولو البرازيلي، لكن هناك منافسة كبيرة بشأنه مع نادي تشيلسي. وهناك أيضا في هذه الحالة بعض البدائل الأخرى. ويحاول نادي الإنتر حسم صفقاته في وقت مبكر ومناسب وهو ما يعني في بعض الأحيان تغيير اهتماماته. وقد تمكن النادي بالفعل من ضم غوارين لاعب خط وسط بورتو مقابل 10 ملايين يورو. وبالتالي حقق الإنتر بالفعل تقدما في سوق الانتقالات. وما زال الوقت مبكرا للحديث عن نتائج سوق الانتقالات النهائية، لكن النادي يتحرك بشكل جيد وإيجابي، وقام بوضع أساس جيد للموسم القادم، ولا يبقى أمامه سوى إتمام تحركاته. إن مشروع الإنتر موجود وقادم بقوة.