ويوم السبت حضرت في مدينة العين احتفالات ناديها بلقبه العاشر الذي وصفه الكابتن نواف الخالدي، حارس الكويت والقادسية، عبر حسابه على «تويتر» بـ«الأسطوري» رغم أنه تابعه على شاشة التلفزيون.. وأنا كنت موجودا في قلب الحدث بدعوة طيبة من صديقي الأكثر من طيب محمد بن ثعلوب الدرعي....
للأمانة زرت أندية عالمية كثيرة مثل مان يونايتد وريال مدريد وتشيلسي وليفربول وآرسنال وبرشلونة وغيرها الكثير، وهناك وجدت فارقا كبيرا مثلا في مستوى الدقة والتنظيم والعراقة بين مان يونايتد وتشيلسي، على الرغم من أنني من مشجعي تشيلسي وكارهي اليونايتد، ولكن الحقيقة أن ما شاهدته في مان يونايتد يستحق أن يتم تدريسه وتعميمه على بقية أندية العالم حتى المتقدم منه؛ لأن الحقيقة يجب أن لا يعميها التعصب أو التلون..
وما شاهدته ليلة السبت من تنظيم في ملعب طحنون بن محمد بالقطارة، بدءا من التنظيم خارج الملعب وحتى نهاية الاحتفالية، يستحق أن نرفع له القبعة للمستوى العالي الذي يُحاكي العالمية، وهذا الكلام لا نقوله مجاملة للعيناويين ولكن لأن المجتهد يجب أن نشد على يديه ونقول له نعم لقد أجدت وأحسنت.
كل شيء محسوب بدقة الساعة السويسرية، والمدينة اكتست بألوان ناديها وشعاراته، وصور نجوم الفريق من دون استثناء، ومدربهم على رأسهم، زينت الشوارع، والجمهور كان جزءا من الحدث الذي جرى تحت شعار «ولاؤنا لخليفة»، في تعبير عن التحام الشعب بقائده، والأهم حضور نائب رئيس النادي الشيخ هزاع بن زايد، مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات، وحرصه على تكريم كل فرد وتحيته بالاسم، بمن فيهم أعضاء الفريق الرديف، بينما كان الشيخ عبد الله بن محمد، رئيس مجلس الإدارة، أكثر الناس سعادة بعودة فريقه لمنصات التتويج، ولكنه أصر في حديث جانبي معي على أن الجميع هم من بنوا صرح ومجد هذا النادي، وعلى رأسهم رئيس النادي الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، الذي تشرفت بلقائه شخصيا ولمست من خلاله مدى حرص «عيال زايد» على رياضة بلدهم وشباب بلدهم ومدى إصرارهم على أن تكون أنديتهم نموذجا يُحتذى في التوعية والتنمية البشرية، وفي الوقت نفسه تكون منارات رياضية وفخرا وذخرا للوطن، ولهذا كان الشيخ محمد شخصيا موجودا في تايلاند يوم عاد العين بطلا لأندية آسيا عام 2003 في بادرة تاريخية أعطت حافزا هائلا لكل شباب الإمارات كي يبدعوا، ليس في الرياضة فقط، بل في كل المجالات، وها هم يحصدون إنجازات كبيرة لأنهم على خطى والدهم الذي استثمر في البشر قبل الحجر.
هنيئا للإمارات قادتها الذين حولوها لواحدة من أفضل دول العالم وهم يسيرون برياضتها نحو آفاق لا يعلم سوى الله إلى أين ستصل، فمن كأس العالم للشباب، إلى كأس العالم للأندية، إلى الفورميولا - 1 وبطولات العالم للخيول والرغبي والسباحة، وأعتقد أن الأولمبياد وكأس العالم ليسا ببعيدين عن متناولهم... لو أرادوا.